اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
تجري اليوم المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية وهي المرحلة الأكثر حساسية رغم إصرار البعض على أنها الأكثر برودة من بين المعارك البلدية المتفق على أن معركة جبل لبنان كانت الأكثر حماوة..
انتخابات الجنوب هي الأكثر حساسية لأنه بين ثناياها توجد أربع معارك:
أولى هذه المعارك تتعلق بنتائجها على مستوى المناخ السياسي الذي ستؤثر إلى تسيده. وهنا يأتي المعنى المضمر بين نتيجتي التزكية والمناقسة في القرى والمدن والبلدات الشيعية؛ فالمنافسة لها معنى سياسي وهي اختلاف بالرأي مهما كانت نسبته وأي كان نوعه بين الناس وقواها السياسية؛ أما التزكية فلها معنى آخر وهو أن البيئة منسجمة مع الحزبين اللذين يمثلا منطقة الجنوب؛ وذلك على رغم كل ما حدث وما يمكن أن يحدث سيما وأن العدوان الإسرائيلي لا زال يتحفز من فوق التلال الخمس.
المعركة الثانية هي معركة التمثيل المسيحي داخل منطقة الجنوب؛ وهذه معركة تجري في جزين بالتحديد؛ فبحسب نتائج الانتخابات البلدية والنيابية السابقتين كانت جزين المدينة تعقد لوائها للتيار العوني فيما كان قضاء جزين ينقاد من القوات اللبنانية؛ وفي حال نجحت القوات اللبنانية في اقتحام جزين فإن هذا سيجعلها بعد نجاحها في زحلة؛ تسجل ثاني نجاح في إحدى كبريات المدن المسيحية. أما إذا حافظ التيار العوني على حضوره في جزين فهذا سيؤكد أن القوات لا يزال حضورها في الجنوب ريفياً كما بدأت في نشأتها.
المعركة الثالثة ذات صلة بمعركة أحجام الزعامة السنية تجري في عاصمة الجنوب ذات الأغلبية السنية (صيدا). فالمنازلة تجري بين أربع زعامات للمدينة؛ أقواها خفي وهو تيار المستقبل الذي 'يميل للائحة أو مرشح ما' و'لا يدعم بشكل علني'؛ وتيار المستقبل يمارس في صيدا من خلال دعمه غير المعلن لحجازي نفس الدور الذي لعبه في بيروت من خلال دعمه للعميد الجمل. والزعامة الثانية هي لأسامة سعد الذي دعم لائحة بعينها ووصفها بأنها غير حزبية. وهذا يعني أن سعد يطرح نفسه زعيماً للرأي العام السني؛ الزعامة الثالثة عبد الرحمن البزري؛ أما الزعامة الرابعة فهي في الظل ولكنها حاضرة ومنظمة وتاريخية وتسمى الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين).
المعركة الرابعة تجري في انتخابات بلدات وقرى الحافة التي منعت إسرائيل عودة أهليها إليها؛ فالثنائي الشيعي يحاول رفع نسبة التصويت فيها وذلك كي يطير رسالة تقول أن الحرب لم تؤد إلى إبعاد الحزب عن بيئته.
الجنوب يعيش اليوم معارك انتخابية حساسية حيث في كل بلدة فيه هناك معنى سياسي ورسالة تطيرها جهة ما إلى صندوق بريد معين موجود داخل البلد وخارجه.