اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١١ شباط ٢٠٢٥
يؤدّي تأجيل إطلاق سراح دفعة جديدة من الرهائن من قطاع غزة، الذي كان من المقرّر إتمامه في نهاية الأسبوع المقبل، إلى تحدّيات جديدة للهدنة الهشة التي استمرّت 6 أسابيع، ويُقلّل من فرص التوصّل إلى نهاية دائمة للحرب.
أعلنت حركة «حماس» تأجيل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليِّين الذين كان سيُفرَج عنهم من قطاع غزة نهاية هذا الأسبوع، إلى أجل غير مسمّى، وفقاً للمتحدّث باسمها يوم أمس، متهمةً الحكومة الإسرائيلية بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
في بيان نُشر على «تلغرام»، اتهم أبو عبيدة، المتحدّث باسم الجناح العسكري لحركة «حماس»، إسرائيل بارتكاب مجموعة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار.
ويُهدِّد القرار بانهيار الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه الشهر الماضي، ممّا أثار غضباً شديداً في إسرائيل بسبب الظروف التي عانى منها بعض الرهائن المفرج عنهم، إذ ظهروا في حالة سوء تغذية، وتعرّضوا إلى حشود عدائية، واستُعرضوا أمام الكاميرات، وأُجبر بعضهم على قراءة بيانات تحت الإكراه، ما دفع البعض إلى اتهام «حماس» بعدم الامتثال للاتفاق.
وصف متحدّث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرايل كاتس، إعلان «حماس» بأنّه «انتهاك كامل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة إطلاق سراح الرهائن».
وأكّد أنّه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي «بالاستعداد بأقصى درجات التأهب لكل السيناريوهات المحتملة في غزة. لن نسمح بعودة واقع السابع من تشرين الأول».
وكانت المرحلة الأولية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي كان من المقرّر أن تستمر 6 أسابيع وتنتهي في 2 آذار، قد نصّت على إطلاق سراح 25 رهينة على قيد الحياة، بالإضافة إلى جثث 8 آخرين قُتلوا، مقابل الإفراج عن 1500 فلسطيني من السجون الإسرائيلية. ونُفِّذ ما يقرب من نصف عمليات التبادل حتى الآن.
ترامب للاستيلاء على غزة
تحدّث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أثناء توجّهه لحضور مباراة الـ»سوبر بول»، عن خطط لبناء «مواقع جميلة للناس، الفلسطينيِّين، ليعيشوا فيها».
وجدّد ترامب اقتراحه بشأن استيلاء الولايات المتحدة على غزة، مشيراً للصحافيِّين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» أنّ قطاع غزة عبارة عن «موقع عقاري كبير» وأنّ الولايات المتحدة «ستمتلكه».
كما أشار إلى بناء «بعض المواقع الجميلة ليعيش فيها الناس، الفلسطينيّون». ولم يتضح موقع هذه المشاريع السكنية التي تحدّث عنها. وكان ترامب قد اقترح مراراً وتكراراً ترحيل مليونَي فلسطيني من القطاع.
أثارت تصريحات ترامب المزيد من الجدل حول اقتراحه، الذي أعلنه لأول مرة الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد لاقى هذا المقترح إدانات دولية واسعة، وشبّهه بعض المنتقدين بعمليات التطهير العرقي. ويُعتبَر الترحيل القسري أو نقل السكان المدنيّين انتهاكاً للقانون الدولي وجريمة حرب، وفقاً للخبراء.
وسعى كبار المسؤولين في إدارة ترامب إلى التراجع عن تصريحاته يوم الأربعاء، بعد يوم من إعلانه الأول عن الفكرة، مؤكّدين أنّ الرئيس لم يلتزم بإرسال قوات أميركية إلى غزة، وأنّ أي نقل للفلسطينيِّين سيكون موقتاً.
مع ذلك، عاد ترامب، أثناء توجّهه إلى نيو أورلينز لحضور مباراة الـ»سوبر بول»، إلى طرح الفكرة مجدّداً، مضيفاً: «فكّروا فيها كموقع عقاري كبير، والولايات المتحدة ستملكه. لن يكون هناك أحد هناك»، في الإشارة إلى أنّ حركة «حماس» لن تكون موجودة بعد هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، ممّا أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
وأضاف: «سنبني عبر دول الشرق الأوسط الغنية جداً مواقع جميلة ليعيش فيها الفلسطينيّون».
وفي اجتماع حكومي في إسرائيل، أشاد نتنياهو برؤية ترامب للمنطقة بعد انتهاء الحرب: «هناك فرص وإمكانيات لم نكن نحلم بها من قبل، أو على الأقل قبل بضعة أشهر لم تكن تبدو ممكنة، لكنها أصبحت كذلك الآن. الرئيس ترامب جاء برؤية مختلفة تماماً»، مشيراً إلى مستقبل غزة، ووصفها بأنّها «أفضل بكثير لدولة إسرائيل، رؤية ثورية وإبداعية، ونحن نناقشها. إنّه عازم جداً على تنفيذها».
وعندما طرح ترامب الاقتراح في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، لم تكن إدارته قد أجرت أي دراسة أساسية لفحص مدى إمكانية تنفيذ الفكرة، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات. إذ ستتطلّب الفكرة تهجير مليونَي فلسطيني من غزة، فاقترح نقلهم إلى دول مثل مصر والأردن، اللتَين رفضتا الفكرة بسرعة.
في ذلك المؤتمر الصحافي، أعلن ترامب أنّ الولايات المتحدة ستتولّى السيطرة على قطاع غزة، «وسنقوم بعمل رائع فيه أيضاً». وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن إزالة الذخائر غير المنفجرة وإعادة إعمار غزة، وفي النهاية تحويلها إلى ما وصفه بـ «ريفييرا الشرق الأوسط».