اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
في قراءة لنتائج انتخابات بلدية بيروت، تبيّن ان ثمة محاولة ممنهجة لخرق اللائحة ساهمت بها عدة عوامل من أهمها التشطيب الذي حصل من بعض القوى في كافة مناطق بيروت من جهة، وتركيز التصويت للعميد محمود الجمل وحده الذي حصل على 8000 صوت إضافي عن لائحته، وهو حجم كتلة مؤيدي المستقبل التي تحركت بهذا الاتجاه بالرغم من قرار تيارها بعدم المشاركة رسمياً في الانتخابات.
تقاطع التشطيب بين الأقلام على ايلي أندريا المستقل والحاصل على بركة المطران الياس عودة، وإلياس عباس المدعوم من 'التيار الوطني الحر'، ووفاء حسني المدعومة من 'القوات اللبنانية'، مما ساهم في تخطي الجمل اصواتهم وخرق اللائحة بإسقاط ايلي أندريا.
كان من اللافت وجود لوائح مختلطة مؤلفة من أسماء من عدة لوائح أعطت زخماً إضافياً لبعض المرشحين على لائحة 'بيروت بتجمعنا' خاصة في اقلام بيروت الثانية مما ساعد على تقدمهم على بعض زملائهم باللائحة. واللافت ان بعض مرشحي لائحة 'بيروت بتجمعنا' حازوا على عدد لا بأس به من الأصوات في الأقلام عينها التي صبّت اصواتها لصالح الجمل ايضاً.
في المقابل، حصل تشطيب في الأقلام ذات الأغلبية الأرمنية، طال أندريا وبعض المرشحين الآخرين، وتزامن مع التصويت لجويل مراد مرشحة الوزير السابق ميشال فرعون في الأقلام عينها وبعض أقلام بيروت الثانية، مما يدل على تقاطع جمع بين فرعون والطاشناق والهانشاك من جهة والمجموعات التي صوتت للجمل ولغيره في بيروت الثانية من جهة أخرى، ما ساهم في خسارة أندريا بفوارق بسيطة عن الياس عباس ووفاء حسني اللذين كاد التشطيب أن يطيح بأحدهما أيضاً.
اهتزت المناصفة لكنها لم تنهار بالكامل، تاركة الباب مفتوحاً على معالجة الأمر بمقاربة مختلفة في المستقبل لضمان الشراكة والمشاركة. عمل الفرقاء على التفاهم الواسع، انطلاقا من تفاهم بدأ بين القوات اللبنانية ممثلة بالنائب غسان حاصباني من جهة والنائب فؤاد مخزومي من جهة أخرى، وتوسعت تدريجيا لتشمل فرقاء آخرين وعائلات بيروتية، تمكنت من تأمين الشراكة الواسعة مرتكزة على القواسم الإنمائية المشتركة بغض النظر عن التموضع السياسي لكل جهة.
والملفت ان محاولة الكتائب وتحديدا النائب نديم الجميل فرض معركة على نيابة رئاسة المجلس واصرار النائب الجميل على خوضها، بالرغم من حصول راغب حداد على أعلى نسبة أصوات بين المسيحيين وإمكانية التوافق حول اسمه بعد خروج المرشح التوافقي أندريا من المعادلة، تسببت بإظهار حجم تأييد الأطراف وتموضعهم، اذ حصل مرشح الجميل إسكندر بريدي على 4 أصوات فقط منها 2 من اعضاء الكتائب و 1 من الطاشناق، وصوت إضافي منفرد محتمل ان يكون من محمود الجمل، مقابل 13 صوتاً لمرشح القوات راغب حداد و 6 أصوات للتيار ضم 3 أصوات من الثنائي وصوتاً من الطاشناق وبقيت ورقة بيضاء يرجح انها لرئيس المجلس لكي يبقى على مسافة واحدة من الجميع.
مقاربة انتخابات بلدية بيروت وضّحت المواقف والمواقع والأحجام تمهيداً للانتخابات النيابية، علماً انها تختلف في طبيعة المعركة الانتخابية وفي التحالفات، كما اسست للنقاش حول الحلول المستقبلية لضمان الشراكة والتمثيل لمكونات بيروت كمدينة لأهلها وكعاصمة لكل اللبنانيين.