اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وبولين فاضل
شنّ الجيش الإسرائيلي موجة من الغارات الجوية بالمسيرات على ثلاث مناطق في الجنوب اللبناني بدءا بميس الجبل مستهدفا كما قال أهدافا عسكرية لحزب الله.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجه انذارا عاجلا إلى سكان جنوب لبنان جاء فيه أن «الجيش الإسرائيلي سيهاجم في المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في انحاء جنوب لبنان وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لإعادة اعمار أنشطته في المنطقة».
ونشر أدرعي خريطة فيها مبانٍ محددة بالأحمر، داعيا سكانها والمباني المجاورة لها في قرى ميس الجبل كفر تبنيت ودبين إلى إخلائها فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.
وفور توجيه التحذير، سجلت حركة نزوح كثيف من المناطق المهددة بالاستهداف، على غرار ما كان يحصل دائما إثر كل إنذار إلى السكان بالإخلاء.
وردا على التهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي، كرر رئيس الحكومة نواف سلام أن «الحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد أنها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟».
ودعا «المجتمع الدولي ولا سيما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورا، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى».
من جهة أخرى، ينتقل النشاط الرئاسي من لبنان إلى الولايات المتحدة، حيث يتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون غدا السبت إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 80. وعلمت «الأنباء» أن كلمة لبنان أمام الجمعية العامة سيلقيها الرئيس عون الأربعاء المقبل، وهي باتت جاهزة وتلاقي في عناوينها العامة الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية أمام القمة العربية- الإسلامية الطارئة التي انعقدت في العاصمة القطرية (الدوحة)، وفيها تأكيد على مواقف لبنان الثابتة.
وفي المعلومات أيضا، أن الرئيس عون سيعقد على هامش أعمال الجمعية العامة اجتماعات عدة من بينها موعد مؤكد مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فيما ثمة مواعيد أخرى هي في طور التأكيد ولن تشمل المسؤولين الذين سبق أن التقاهم في الدوحة. وسيجدد الرئيس عون في كل لقاءات نيويورك على مواقف لبنان من مواضيع عدة مرتبطة باعتداءات إسرائيل المستمرة على الجنوب وعدم التزامها تطبيق القرار 1701، إلى موضوع حصرية السلاح وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. وعلمت «الأنباء» أيضا أن زيارة الرئيس عون إلى نيويورك ستستمر عدة أيام، علما أن عقيلته نعمت عون سترافقه في الزيارة حيث ستكون لها محاضرة ومشاركات معينة في نيويورك.
رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أكد أمام ثمانية سفراء لبنانيين جدد معتمدين في الخارج قبيل التحاقهم بمراكز عملهم أن «لبنان عاد إلى الخريطة الدولية بعد طول غياب». وأضاف: «من واجبكم أن تكونوا رسلا للبنان الدولة الواحدة الموحدة، الحاضنة لجميع مكونات المجتمع اللبناني بلا أي تمييز طائفي أو حزبي. ضعوا مصلحة وطنكم فوق كل اعتبار».
في الشق المتعلق بالانتخابات النيابية المقررة في مايو 2026، أفادت معلومات خاصة بـ«الأنباء» أن رئاسة الجمهورية مهتمة بإجراء الاستحقاق النيابي في موعده، مع رفض تام لأي تأجيل ولو من بوابة تقنية.
ويأتي التمسك الرئاسي بإتمام ثاني انتخابات في عهد الرئيس عون بعد الانتخابات البلدية في مايو الماضي، من بوابة الحرص على المؤسسات وإقامة المحطات الدستورية في مواعيدها، وانتصارا لتغليب منطق المؤسسات على لغة التعطيل. وهذه إحدى أوراق القوة للعهد الحالي، الذي تصدى لكافة المسائل الداخلية، ولم يقف بتهيب عند ما اعتبر شائكا منها، وخصوصا موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وإمساكها وحدها بقرار السلم والحرب. ويدرك العهد جيدا وخصوصا الرئيس عون، ان أي تعثر في مقاربة أي استحقاق وخصوصا ما يتعلق بالشأن الديموقراطي، سينعكس سلبا على البلاد برمتها، وليس على رئاسة الجمهورية وحدها. ويعتبر الفريق الرئاسي ان الملف البلدي كان الأكثر صعوبة، وقد مر بسلاسة، على رغم معوقات عدة، في طليعتها عدم وجود أماكن للاقتراع في القرى الحدودية المدمرة بالكامل من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية. ولا يتوقف الفريق الرئاسي عند حسابات تتعلق بنتائج الانتخابات النيابية، كونه أي الرئيس عون حاز الأغلبية النيابية الساحقة في جلسة انتخابه، وقد نال لاحقا دعم الكتلة الأبرز التي لم تصوت له في جلسة 9 يناير 2025، أي الكتلة الخاصة بـ«التيار الوطني الحر»، والتي أيدت رئاسة الجمهورية والحكومة في قرار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة على أراضيها كاملة ودون شريك. كذلك، قللت أوساط فاعلة في البلاد من ما يتردد عن النية لإحداث تغيير في موقع رئاسة المجلس النيابي، بالإطاحة بالرئيس نبيه بري، «رغم ما ينقل من أحاديث عن سفارات دول كبرى في هذا السياق»، بحسب مقرب من مسؤول سياسي رسمي كبير.
وفي سياق متصل بملف السلاح، لفت البيان الصادر عن «العلاقات الإعلامية» في «حزب الله» والذي تناول زيارة المستشار الشخصي والأول لرئاسة الجمهورية العميد المتقاعد اندريه رحال إلى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ«الحزب» محمد رعد، والإشارة إلى أنه «جرى البحث في عدد من المسائل التي تهم مصلحة البلاد، وذلك في جو من التفاهم المتبادل». والعبارة الأخيرة تعكس ردم الهوة الكبرى التي كانت قائمة بين «بعبدا» و«حارة حريك»، بعد جلستي الحكومة الخاصتين بحصرية السلاح في 5 أغسطس الماضي و7 منه. ولم تستبعد المصادر، زيارة رعد إلى قصر بعبدا ولقاء رئيس الجمهورية.
وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، استقبل في مكتبه أمس سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، وتم التداول في الأوضاع العامة. وكانت مناسبة ثمن خلالها السفير البخاري الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية اللبنانية في مجال مكافحة تهريب المخدرات، لا سيما إلى المملكة.
من جهته، شدد الوزير الحجار على أن «مكافحة المخدرات تعد أولوية وطنية حماية لأمن المجتمعين اللبناني والعربي»، منوها بالتعاون القائم بين الأجهزة الأمنية اللبنانية ونظيراتها في المملكة في هذا الإطار.