اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أبو شريف رباح
2872025
منذ 661 يوما يخوض الاحتلال الإسرائيلي حربا دموية ضد قطاع غزة تتعدى في وحشيتها حدود القصف والتدمير لتتحول إلى حرب إبادة جماعية وتجويع ممنهجة لم يسلم منها طفل أو امرأة أو شيخ ولا حتى الطيور في السماء و الأشجار في الأرض، حرب متعددة الأوجه تجمع بين التدمير العسكري والقتل الجماعي والسياسات اللاإنسانية التي ترقى إلى جرائم حرب متكاملة الأركان.
ومن رحم هذه المأساة الإنسانية في غزة سمعنا بمسرحية إدخال المساعدات والتي تحولت إلى فليم هندي طويل يستفز مشاعر أهالي غزة بدلا من بلسمة جراحهم، فمنذ أشهر والعالم يتحدث عن إنزال جوي ودخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات ولكن كل ذلك ليس سوى ذر للرماد في العيون، إن إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة لا يحتاج إلى استعراضات جوية بموافقة إسرائيلية مسبقة والتي هي من يحدد الأماكن التي تسقط فيها المساعدات، وهي مناطق تصنف بالعلم العسكري حمراء وفي قلب الخطر وتحت السيطرة النارية للجيش الإسرائيلي، ولا يستطيع أحد من المواطنين الفلسطينيون الاقتراب منها، بل تسمح إسرائيل للصوص الحرامية والمتعاونين معها بالاقتراب منها ونهبها أمام أعين الجوعى في غزة، كما لا تحتاج غزة إلى سفن كسر الحصار (مع التقدير والاحترام لأصحابها)، بل إلى تنفيذ التعهدات الدولية الكاذبة وفتح المعابر الحدودية حيث تقف آلاف الشاحنات المكدسة والمحمّلة بالغذاء وحليب الأطفال والدواء والمشتقات النفطية بإنتظار فتح المعابر وإدخال المساعدات من خلالها.
كل ما يطلبه الفلسطينيون اليوم ليس إعجازا كل ما هو مطلوب إرادة دولية حقيقية بفك الحصار ووقف العدوان وإنهاء التجويع القسري الذي تحول إلى سلاح إبادة جماعية بشعة، فأرقام الشهداء بسبب الجوع وحدها تفضح العالم الحر الديمقراطي، أكثر من 133 شهيدا حتى اليوم معظمهم من الأطفال حيث بلغ عددهم 87 طفلا حتى اللحظة ماتوا جوعا وعطشا وحرمانا في ظل انحياز أميركي فج لإسرائيل وصمت دولي مخزي وعجز أممي فاضح فماذا ينتظر العالم، أينتظر المزيد من صور الأطفال الهزيلة، أم المزيد من الشهداء والجائعين على حافة الموت؟
وقف المجاعة والإبادة لا يأتي بالمسرحية ولا الأفلام بل في وقف الحرب الإسرائيلية المجنونة وفك الحصار وفتح المعابر بلا قيود ولا شروط والسماح بدخول قوافل الحياة إلى أهالي غزة، وإلى أن يتحقق هذا ستبقى المساعدات المتقطعة بلا جدوى ومجرد محاولات للتجميل وجه العالم وسط بحر من الدماء الفلسطينية، فكفى مسرحيات وأفلام أمام جريمة العصر ضد شعب يباد أمام عيون العالم المتحضر.