اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٤ شباط ٢٠٢٥
في خطاب مفاجئ، كشف مسؤول إيراني عن رؤية غير متوقعة لمفهوم المقاومة، مؤكدًا أن الهدف ليس الحرب، بل الاستمرار في الصمود. وأوضح أن العدو لا يسعى فقط للهزيمة العسكرية، بل لإنهاء فكرة المقاومة نفسها. كما شدد على أن الثورة الإسلامية لم تهدف إلى حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، بل إلى بناء جبهة مقاومة تمتد عبر الأجيال، حيث يصبح الصبر والجهاد الحقيقي أدوات لمواجهة الاستبداد.
وحدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان هدف المقاومة ألا و«هو الاستمرار في المقاومة»، لأن «الحرب قد تنتهي، لكن المقاومة لا تنتهي».
تفاصيل الكلمة
وفقًا لوكالة «إيسنا» الإيرانية، حضر أحمديان الدورة التعليمية-التنظيمية الـ23 لـ«الجهاد الأكبر» التابعة لاتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب المستقلين في الجامعات الإيرانية في مدينة مشهد الإثنين، ومن هناك أشار إلى ضرورة أن يكون النخب على دراية صحيحة بالوضع الحالي، قائلًا: «اليوم نحن في خضم نقاش كبير حول المقاومة. نواجه تساؤلات عدة: ما هي فلسفة المقاومة؟ أين بدأت؟ هل نشأت المقاومة في الثلاثين أو الأربعين عامًا الأخيرة مع حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية، أم أنها حركة ذات جذور تاريخية؟ ما هي مهمة المقاومة، وكيف تستمر؟».
الهدف ليس الحرب
وطرح أحمديان سؤالًا عن «ما هو نهج العدو تجاه المقاومة؟» وأجاب: «الهزيمة ليست الهدف النهائي للعدو، بل إنه يسعى لإنهاء المقاومة تمامًا عبر الحرب النفسية، والإشاعات، وخلق الانقسامات والخلافات الداخلية».
وأشار إلى أن العدو يحاول خلق انقسامات داخلية من خلال طرح تساؤلات مثل: «لماذا لم ترد السلطات الإيرانية بضربة عسكرية؟ هل هم خائفون؟' وأوضح أن هذه الازدواجيات الزائفة هي جزء من استراتيجية العدو لتشتيت جبهة المقاومة».
وعليه أضاف: «نرى اليوم أن البعض يدعي أن هناك حربًا قائمة منذ 40 عامًا بين إيران وإسرائيل، في حين أن المواجهة لم تكن حربًا مفتوحة، بل كانت مقاومة مستمرة. الهدف من الثورة الإسلامية كان ولا يزال بناء جبهة مقاومة ضد الكيان الصهيوني، وليس الدخول في حرب تقليدية».
هدف المقاومة «ليس النصر» بل.. الفرج!
وقدم أحمديان تفسيرا لما أسماه الفوارق بين المقاومة والحرب، وبين المقاومة والنصر، فقال:
العلاقة بين المقاومة والتفاوض
وتابع قائلًا: «يعتقد البعض أن الحوار والتفاوض يتعارض مع الصمود، وهذا خطأ. يمكن التفاوض مع الكفار، ولكن على أي أساس؟ على أساس المقاومة. فالجهاد الأصغر والجهاد الأكبر يستمدان معانيهما من المقاومة. يقول الله: ‘وَلَا تُطِعِ ٱلْكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًا كَبِيرًا’».
وأوضح أن معنى عدم الطاعة لا يعني دائمًا القتال، بل يعني عدم الامتثال والتبعية. وأضاف: «حياة أئمتنا مليئة بالمواقف التي تحدد متى يمكن التفاوض ومتى يجب الصمود. إذا أظهرنا عنادًا في مواضع تستدعي المرونة، سنتضرر، وإذا تنازلنا في مواضع تستوجب الثبات، فسنخطئ أيضًا. الحكمة هي في التمييز بين الضررين واختيار أخفهما، وبين المصلحتين واختيار أعظمهما».
ماذا قصد خامنئي بقوله إسرائيل «لن ترى السنوات الـ25 القادمة»؟
وفق لتفسيرات أحمديان فإن المرشد الأعلى علي خامنئي، وعندما قال أن إسرائيل لن ترى السنوات الـ25 القادمة» فإن لم يعنِ بذلك أنها ستزول على يد إيران أو المقاومة. وسرد النقاط التالية:
حقيقة تصدير الثورة
تحدث أحمديان عن مفهوم تصدير الثورة الذي طرحه الإمام الخميني، موضحًا أن بعض الجماعات حاولت إنشاء قوة مسلحة لهذا الغرض، لكن الإمام أوقفهم وسألهم: «ماذا تعنون بذلك؟».
وأوضح أن تصدير الثورة لا يعني التدخل العسكري، بل انتشار الفكر الثوري وتأثيره الطبيعي. وأضاف: «لقائد الأعلى للثورة قال إن الثورة مثل العطر، لا يمكن منع انتشاره. هذه الثورة صائبة وتنسجم مع الفطرة البشرية، لذا فهي تمتد بطبيعتها دون الحاجة إلى فرضها بالقوة».
وأشار إلى أن زوال إسرائيل، وفق رؤية الثورة الإسلامية، «لا يعني تدميرها عسكريًا، بل فقدانها لشرعيتها ووظيفتها السياسية حتى تنهار تلقائيًا، تمامًا كما حدث للاتحاد السوفيتي بعد رسالة الإمام الخميني إلى (رئيس الإتحاد السوفييتي الأسبق ميخائيل) غورباتشوف».
إقرأ/ي أيضا: مسؤول إيراني: أكملنا 90% من مهمّة إزالة إسرائيل وهذا موعد «النهاية»