اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
رغم أن الإعلام منشغل باحتساب تبادل اللكمات الصاروخية بين إيران وإسرائيل إلا أن كل هذا الغبار الناتج عن الدمار المتبادل لا يلغي حقيقة أساسية وهي أن أهم هدف يجب البحث عنه في هذه الحرب هو ما مصير مقدرات إيران النووية وهل أضرت إيران بها؛ وهل ستتشارك في نهاية الأمر مع واشنطن على تدميرها؛ وهل بقي لإيران خيار نووي عسكري؛ أم أن هناك على هذا الصعيد تحديداً سيناريوهات أخرى محتملة الحدوث؟؟.
تملك إيران ٢١ منشأة نووية كبيرة موزعين على ١٢ موقعاً.
المهم بينها ٤ مواقع سوف تصاب إيران بأضرار فادحة على مستوى مقداراتها النووية لو نجحت تل أبيب في تدميرها:
موقع نطنز واحد منها؛ وتركز إسرائيل غاراتها عليه؛ فهل نجحت بتدميره:
يوجد في نطنز موقعان: الأول فوق الأرض وهو تجريبي؛ ولقد دمرته إسرائيل بالكامل. الثاني تحت الأرض وفيه يورانيوم مخصب ولم يمس. فقط أصيبت مداخله ومنشآت حوله.
الموقع الثاني فوردو؛ ولا تملك إسرائيل قدرة عسكرية للوصول إليه. فقط الطائرات الأميركية 'قد' تصل إلى مكانه الموجود في عمق الجبل.
الموقع الثالث بوشهر وهذا لن تجرؤ إسرائيل على ضربه لأن ذلك سيحدث كارثة في كل المنطقة تشبه كارثة تشرنوبيل أو هيروشيما.
الموقع الرابع 'أصفهان' وهو يقوم بتغذية مواقع التخصيب باليورانيوم الذي يعتزم البدء بتخصيبه.
هذا الموقع دمر بالكامل. ويعتبر هذا الأمر هو أهم الخسائر التي لحقت حتى الآن بمقدرات إيران النووية.
لماذا؟
لأن تدميره يعني أن إيران لم يعد لديها قدرة على تخصيب يورانيوم جديد. ففي هذا الموقع مصانع كبيرة للوقود وللتحويل الغازي زائد المصنع التجريبي. وإيران بدأت فيه من أكثر من ٢٥ سنة وهي كانت تعمل فيه كل التجارب لانتاج الوحدات المتطورة.
وعليه – وبشكل علمي – يمكن القول أن إيران أصبحت الآن لا تملك قدرة على تخصيب أية كمية يورانيوم جديدة..
وحتى تستطيع إيران إنتاج مزيد من اليورانيوم وتخصيبه فهذا لن يكون بإمكانها قبل القيام بإعادة ترميم وبناء المصانع التي دمرت في أصفهان.
.. ولكن هل يعني هذا أن إيران لم تعد لديها قدرة على تطوير سلاح نووي؟.
لا يزال لإيران هذه الإمكانية؛ وذلك من خلال استخدام ما تملكه فعلياً من يورانيوم خصبته في الفترة السابقة؛ وتبلغ كميته ٦٠٠ كلغ مخصب بدرجة ٦٠ بالمئة و١٠ طن من اليورانيوم مخصبة بدرجات أقل مختلفة؛ وهذه كميات قامت إيران بإخفائها بعد بدء الحرب الإسرائيلية عليها؛ علماً أن هذه الكمية تكفيها لتصنيع عدد من القنابل النووية؛ يقال عشر قنابل.
الحرب الآن هي كيف تجد واشنطن قبل إسرائيل مكان مخبأ هذه الكمية من اليورانيوم المخصب؛ وكيف تدمج أميركا بين العمل العسكري للضغط على إيران من أجل قبول مسار سياسي يتم خلاله التفاوض ليس على موقع أصفهان لوقف التخصيب داخل إيران بل على نقل اليورانيوم المخصب سابقاً إلى خارج إيران؛ وبذلك تصبح إيران دولة ليست حافة نووية وليست ذات خطر نووي أو خطر باليستي.
السؤال هل تقبل إيران بحلول من هذا النوع ما يجعلها ليبيا ثانية أم تذهب لخيار كوريا الشمالية الدولة التي اختارت أن تحاصر وبحضنها السلاح النووي على أن تكون دولة غير محاصرة من دون سلاح نووي…