اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٤
كتب مرسال الترس في موقع المرده:
ما زال بعض الذين يعيشون على هامش الأحداث والصراعات في لبنان(وما أكثرها منذ حصل لبنان على استقلاله) ولاسيما المسيحيون منهم، تتملكهم قناعة جهل أن مجزرة أهدن التي ارتكبت في العام 1978 هي محطة عابرة في سلسلة الصراعات والحروب على ارض القديسين. ولكنه سهى عن بالهم (عن قصد أو سطحية) أن تلك المجزرة التي أدّت الى استشهاد النائب والوزير طوني فرنجيه وزوجته وطفلته و٢٨ من أبناء زغرتا – اهدن الموارنة الأقحاح، قد نُفذت بأيدٍ مارونية وسلاح ماروني كان يُفترض أن يستخدم للدفاع عن الوطن وقضاياه العادلة.
وما يزيد في طين الوقاحة بلّة أن من أشرف على التنفيذ هي أحزاب تتكون من غالبية مارونية في حين كانت تدّعي انها تقف في وجه الإقطاع السياسي فأثبتت الأيام أنها، ومن تفرّع عنها، غارقون بالاقطاع وحيثياته أكثر بكثير من ابناء العائلات التي حفظت في قلبها الأرث الماروني المفعم بالقداسة والطهارة.
وفي حين سعت تلك الأحزاب وفي طليعتها حزب الكتائب وربيبه لاحقاً حزب القوات اللبنانية عن سابق تصور وتصميم لتهديم الهيكل الماروني في إهدن كمقدمة لقصقصة جوانح كل مكونات الأطراف، ومن يحاول رفض الطاعة في المناطق (التي تم وسمها بالمسيحية) كي يطيب لهم تطويعها بالسيف والحذاء العسكري. كان آل فرنجيه ابتداء من رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجيه وصولاً الى الحفيد الذي يحمل أسمه يبذلون الغالي والنفيس بهدف الحفاظ ليس على الموارنة في لبنان بل على كل مسيحي في هذا الشرق، وانهم لم ولن يفرّطوا بأي مناسبة لكي يوصلوا الصوت الصارخ لمن بيدهم قرار رسم خرائط هذه المنطقة بوجوب الحفاظ على ديمومة هذا الوطن.
واذا كانت تلك الاحزاب والمكونات قد نجحت في تشويه الحقائق لدى من يسمعون كلامها. فانها ستفشل في نكران ان الحقائق الناصعة لوطنية ومارونية شهداء 13 حزيران ستبقى السيف المسلط الذي يؤرق ضمائرهم التي أصابها الموت السريري منذ ست واربعين سنة. وها هي الذكرى ترفع الرايات في كل حزيران غير عابئة بما يقال على هذا المنبر أو ذاك المسرح!