اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى، في مقر الوزارة في اليرزة، وقدّم له التعازي باستشهاد العسكريين الستة في الحادثة الأليمة التي وقعت في وادي زبقين في قضاء صور. وشكر منسى الرئيس عون على مبادرته، مؤكدا على «التضحيات التي يقدمها العسكريون حفاظا على الاستقرار في الجنوب خصوصا، وكل لبنان عموما».
ثم انتقل الرئيس عون الى مبنى قيادة الجيش، حيث التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل ورئيس الأركان اللواء حسان عودة ونواب رئيس الأركان ومديري المخابرات والتوجيه، مقدّما التعازي باستشهاد العسكريين، ومطّلعا على الوقائع التي توافرت حول ظروف الانفجار الذي أودى بحياة العسكريين الستة، وأوقع عددا من الجرحى. وشرح هيكل للرئيس عون، ما توفر من تفاصيل حول الحادثة، مشيرا الى ان «التحقيق مستمر لجلاء كافة ملابسات ما حصل».
ونوّه الرئيس عون بالتضحيات التي يقدمها «الجيش اللبناني، لا سيما في الجنوب، خلال مهمات الكشف على الأنفاق ومصادرة الذخائر وتعطيلها»، لافتا الى «الظروف الصعبة التي يعمل بها العسكريون، لا سيما في الأودية والمغاور والمناطق الوعرة»، وقال: «ان الجيش الذي قدّم حتى الآن عددا من الشهداء منذ تشرين الثاني الماضي، خلال الكشف على المخابىء والأنفاق وسحب الذخائر والقذائف على أنواعها، قدّم كوكبة جديدة من الشهداء الذين سقطوا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، وتوفير الأمان والطمأنينة للسكان وتنظيف البساتين والأودية من الألغام والذخائر وفتح الطرق، وهو مستمر في رسالته السامية رغم المآسي التي حلّت به نتيجة استشهاد عسكريين وجرح آخرين خلال أدائهم مهماتهم».
أضاف: «إني إذ أنحني أمام شهادة هؤلاء الابطال، وأجدّد التأكيد على ان الجيش اللبناني هو الضامن للاستقرار والأمن في الربوع اللبنانية عموما وفي الجنوب خصوصا، وهو الدرع الذي يقي الوطن ويحرس حدوده».
وشكر هيكل الرئيس عون على تعازيه، مؤكدا على «جهوزية الجيش في تلبية النداء كلما دعا الواجب، ولعلّ في استشهاد العسكريين الستة ومن سبقهم من الشهداء الأبطال، تأكيدا آخر على أهمية الرسالة التي يقوم بها الجيش، خصوصا في الظروف الراهنة».
مستشفى الجعيتاوي
ومن اليرزة، انتقل الرئيس عون الى المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي، حيث كانت في استقباله إدارة المستشفى الأم هاديا أبي شبلي والبروفسور بيار يارد، وتوجه الجميع الى مركز الحروق في المستشفى حيث يعالج علي زين وهو أحد العسكريين الذي أصيب نتيجة الانفجار في وادي زبقين، واطمأن على وضعه الصحي، والتقى عون عائلة العسكري الجريح، وطمأنهم الى ان العناية التي تُقدّم له متقدمة ومتطورة وسوف تستمر حتى شفائه بالكامل، وأكد الرئيس انه يتابع شخصيا تطوّر الوضع الصحي للعسكري الجريح، وان قيادة الجيش تولي الاهتمام الكامل لسلامته، إسوة باهتمامها بسائر العسكريين، لا سيما الجرحى منهم.
لا رجوع عن الإصلاحات
وخلال لقائه وفد جمعية «كلنا إرادة» زاره في قصر بعبدا برئاسة وفاء صعب، أكد رئيس الجمهورية أن «الإصلاحات انطلقت ولا رجوع عنها، وعلى الرغم من الصعوبات والحواجز التي تواجهنا لن نستسلم ومسيرة الوصول الى تحقيق كل الإصلاحات المنشودة طويلة وسنستمر بها».
ولفت الى أننا «كنا أمام خيارين، إما أن نتعايش مع الخطأ والفساد، أو أن نختار الإصلاح، لذلك قررت اطلاق مسيرة الإصلاح وتحمّل المسؤولية كاملة».
وأكد أن «دور القضاء مهم جدا في مكافحة الفساد، والتشكيلات القضائية التي صدرت قبل أيام ستساعد في تسريع عجلة القضاء ومواجهة القضايا التي لا تزال عالقة حتى الآن»، واعتبر أن «عقلية الفساد التي سادت خلال السنوات الماضية تتطلب أن نبذل الجهد الكبير لمواجهتها، وقد وضعت الأمور الان على السكة ولا يجوز أن تكون القاعدة هي الفساد والشواذ، بل الصحيح أن تكون مكافحة الفساد».
وعن التعيينات، أشار رئيس الجمهورية الى انه «يمكن أن نحافظ على التوازن الطائفي، لكن يجب أن نختار النخبة للمراكز الأساسية في البلاد». وقال: «تعرّضنا وسنتعرّض لضغوطات وانتقادات، لكن أمام المصلحة العليا كل شيء يهون لأن مصلحة البلاد هي فوق كل اعتبار».
وأكد رئيس الجمهورية ان زياراته للخارج، «أظهرت كم ان الدول تعتزّ باللبنانيين في الخارج وتفاخر بهم»، مشدّدا على أن «دور المنتشرين أساسي في دعم البلاد والمساهمة في عملية النهوض الاقتصادي»، مؤكدا أن «المؤشرات الاقتصادية إيجابية ومشجّعة».
ماضون بتنفيذ حصرية السلاح
الى ذلك، استقبل الرئيس عون النائب فراس حمدان، وقال بعد اللقاء: «أكد الرئيس على موقفه الثابت بالمضي قدما في تنفيذ القرار التاريخي لجهة تحقيق حصرية السلاح بيد الدولة، وإطلاق مساره العملاني عبر الجيش اللبناني، تنفيذا لتعهدات خطاب القسم والبيان الوزاري. وأكدت من جهتي على الدعم الكامل لهذا الموقف التاريخي والتأسيسي الذي يشكّل قاعدة أساسية لاستعادة الدولة في لبنان، وكانت فرصة لشكر الرئيس على الدعم الذي أبداه لإقرار قانون الاعفاءات عن بعض الرسوم لجميع المكلفين من الأقضية الجنوبية».
واستقبل الرئيس عون الوزير السابق إبراهيم الضاهر وتداول معه عددا من مواضيع الساعة في ضوء التطورات الأخيرة.
المركز اللبناني للوساطة والتوفيق
واستقبل الرئيس عون وفدا من «المركز اللبناني للوساطة والتوفيق»، برئاسة المحامية منى حنا، وأكد «أهمية إرساء ثقافة الوساطة في حل الخلافات لتخفيف الضغط عن المحاكم والإسراع في بتّ النزاعات».
واعتبر أنه «من الأفضل اعتماد الحوار لحلّ المسائل العالقة، سواء كانت بين الأفراد بعضهم مع بعض أو بين المواطنين والمؤسسات الرسمية».
وفي قصر بعبدا، صاحب دار «نوبيليس للنشر» نبيل عبد الحق والعميد المتقاعد سامي ريحانا، اللذين قدّما للرئيس عون، موسوعة من ثلاثة أجزاء صدرت عن الدار عن «العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية».