اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، السبت، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني والوفد المرافق بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني
وتناول اللقاء بين الرئيس بري والوفد الإيراني تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الإيرانية.
بعد اللقاء تحدث لاريجاني: 'أنا سعيد جداً باللقاء الذي يحصل بعد فترة قصيرة من زيارتي السابقة الى لبنان، لبنان دولة صديقة لنا دائماً نتشاور معه في مختلف القضايا خاصة في ظل تسارع الأحداث في هذه الأيام، فضلاً عن ذلك فجزء آخر من زيارتي للمشاركة في مراسم تكريم قادة المقاومة الذين استشهدوا دفاعاً عن وطنهم، وهنا نستحضر ذكرى الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين وجميع شهداء لبنان وفلسطين. وأنا التقيت بدولة الرئيس نبيه بري وكان لقاءً بناءً ومفيداً في شأن تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، ما نتطلع اليه هو أن تكون دول المنطقة كلها قوية ومستقلة، خاصة اليوم وفي ظل المؤامرات الإسرائيلية ينبغي على دول المنطقة التعاون فيما بينها بشكل وثيق، حتى واذا كانت هناك خلافات بينها في الماضي عليها أن تضع هذه الخلافات جانباً الى أقصى قدر وأن تعتمد التعاون أساساً لعلاقاتها فيما بينها'.
ورداً على سؤال حول الإيجابية التي يمكن أن يستفيد منها لبنان من التقارب الإيراني السعودي، وكيف تلقفت ايران دعوة الشيخ نعيم قاسم للمملكة العربية السعودية لطي صفحة الماضي؟ أجاب لاريجاني: 'أنا أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وادعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف سماحة الشيخ نعيم قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، حزب الله حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني، وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به. كما قلت فإن المقاومة تمثل رأسمال كبير للأمة الإسلامية، ولا شك أنه كان للشهيد السيد حسن نصرالله دوراً متميزاً في هذا المجال، إنما أدركه منذ عقود اتضح اليوم تماماً أمام مرأى الجميع في أنحاء المنطقة، وكان ذنب سماحة السيد حسن نصرالله أنه أدرك للحقيقة قبل وقتها، بمعنى أنه أدرك خطر اسرائيل قبل عقود ووضع خططاً لمواجهة هذا العدو ونفذ هذه الخطط، وأطلق هذه الحركة الكبيرة التي تضم هذا الكم من الشبان المجاهدين، وإذا كان لبنان بلداً صغيراً جغرافياً لكنه يعتبر دولة قوية في مواجهة اسرائيل، وذلك بسبب الإرادة والعزيمة القوية الموجودة لدى جيل الشباب، فإن حزب الله وسماحة السيد حسن نصرالله سيبقيان خالدين في قلوب المسلمين'.
ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في تقريب وجهات النظر بين السعودية و'حزب الله' وعما قاله الموفد توم باراك عن تدفق الأموال للحزب أجاب لاريجاني: 'أعتقد أن هذا الموقف صدر عن السيد توم باراك بسبب الغضب ربما ولا تنسوا أنه غضب في لبنان مرة سابقاً، لكن فيما يتعلق بالتقارب بين حزب الله والسعودية إننا نعتبر ان كان هناك تعاون وتقارب بين الجانبين فهذا موقف صحيح، وذلك بسبب وجود عدو مشترك، فضلاً عن ذلك فإن السعودية دولة مسلمة وحزب الله هو حركة اسلامية اصيلة، ولذلك يجب أن لا يكون هناك خلافات بين الجانبين تصل الى مرحلة فجوة أو الشرخ بين الطرفين'.
وحول تصريح باراك الأخير الذي اعتبر فيه أن تسليح الجيش اللبناني ليس لمقاتلة اسرائيل انما لمواجهة الشعب اللبناني؟ أجاب: 'هناك اتجاهان اتجاه يمثل هذا الموقف وهذا الموقف يعتمد على اثارة الخلافات وبث الفرقة والتسبب بمشاكل داخل البلاد وبين المواطنين ويعتمد على اصدار اوامر لجزء من الشعب اللبناني ليدخل في مواجهة الجزء الأخر من الشعب، وهذه لن تجدي نفعاً، لا زالوا يواصلون هذه الطريقة، أما الإتجاه الذي نحن نسلكه مختلف تماماً عن الإتجاه الأول وأنا في المرة السابقة أوضحت بأن هذه قضايا داخلية تخص لبنان، وعلى المسؤولين اللبنانيين أن يقرروا بشأنها، الإتجاه الذي نحن نعتمده هو أن يقوم المسؤولون اللبنانيون بإيجاد حلول للقضايا الداخلية من خلال توافق فيما بينهم، الشعب اللبناني شعب رشيد ولا يحتاجون الى قيّم ولا حاجة لأن ينصب الأميركيون أنفسهم قيمين عليه، ليس فقط في لبنان بل في أي دولة أخرى وأنا أسألكم هل يقبل لبناني غيور بأن يتخلى عن مصالحه تحت الضغوط الأميركية، إذاً الشعب اللبناني هو من يجب أن يقرر'.
وحول احتمال اسرائيل توجيه ضربة لإيران قال: 'إننا مستعدون لمواجهة كل السيناريوهات لكنني لا أظن أن يتصرف الإسرائيليون بهذا الغباء، لكنهم إذا فعلوا ذلك سيتلقون رداً قوياً'.
ورداً على سؤال إذا ما كانت مبادرة 'حزب الله' تجاه السعودية ناجمة عن ضعف جراء ما لحق به مؤخراً من خلال العدوان الإسرائيلي، وهل حزب الله لا يزال قوياً؟ أجاب: 'موقف حزب الله في الوقت الحالي بأنه يرغب في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ووضع الخلافات مع الآخرين جانباً موقف ينبع عن عمق العقلانية وليس من الضعف، لذلك أنا لا أرى ضعفاً في هذا الموقف، وأشرتم الى أن حزب الله خسر عدد من قواته في الأحداث الماضية لكن هذا يدل على قوة الحزب بأنه استعاد نفسه بعد هذه الضربة، ونجاح حزب الله في التصدي للعدوان الإسرائيلي جاء نتيجة نجاحه في ترميم هيكلته واستعادة قوته، إذا لو لم يكن حزب الله قوياً لما كان بإمكانه التصدي للعدو'.
على صعيد آخر بحث بري المستجدات السياسية والأوضاع اللبنانية خلال استقباله رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بحضور عضو المجلس السياسي في الحزب الوزير السابق صالح الغريب.