لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٥ أيلول ٢٠٢٥
تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الفنان المصري خالد صالح، الذي غادر دنيانا في مثل هذا اليوم 25 سبتمبر/أيلول عام 2014، بعد صراع مع المرض انتهى بإجراء عملية قلب مفتوح في مركز مجدي يعقوب بأسوان، لم تمهله طويلًا.
ولد خالد صالح في 23 يناير/كانون الثاني 1964 في مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وتخرج في كلية الحقوق عام 1987، لكنه سرعان ما اختار طريقًا مختلفًا، قاده إلى أن يكون واحدًا من أبرز نجوم التمثيل في مصر والعالم العربي خلال العقدين الأخيرين من حياته.
خالد صالح.. المرض والرحيل.. ووصية لم تُنفذ
بعد سنوات من العمل المتواصل، بدأت صحة خالد صالح تتدهور، خصوصًا مع معاناته من مشكلات في القلب. وفي سبتمبر/أيلول 2014، خضع لعملية جراحية دقيقة، لكنه توفي بعدها مباشرة يوم الخميس 25 سبتمبر.
تحدثت بعض المصادر عن وصية تركها الفنان الراحل، طلب فيها أن تُقام جنازته يوم الجمعة في مسجد عمرو بن العاص، إلا أن وفاته يوم الخميس وضعت أسرته والمقربين في حيرة من أمرهم، بين تنفيذ الوصية أو دفنه في اليوم نفسه احترامًا لتقاليد الجنازة الإسلامية.
وكشف صديقه الفنان طارق عبد العزيز لاحقًا عن تفاصيل الوصية، مشيرًا إلى أن الراحل طلب أيضًا ألا تُعلن تفاصيل مرضه أو حالته الصحية، حتى لا يثير القلق بين جمهوره.
البدايات.. من قلب البساطة إلى أضواء الفن
نشأ خالد صالح في بيئة بسيطة، وتربى يتيمًا، ما شكّل شخصيته القوية والمثابرة. في شبابه، عمل سائق أجرة، ثم في مصنع للحلويات، وسافر للخارج لعدة سنوات بحثًا عن فرص أفضل.
خلال دراسته في كلية الحقوق، بدأ يخطو أولى خطواته في التمثيل من خلال المسرح الجامعي. بعدها، انضم إلى مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وعمل كذلك في المعهد العالي للفنون المسرحية مساعد مخرج وأحيانًا ممثلا بأدوار صغيرة.
رغم حصوله على شهادة الحقوق، لم يجد في المحاماة ما يُشبع شغفه، فتركها بعد شهر واحد فقط، واتجه إلى التجارة لفترة، قبل أن يقرر التفرغ للفن تمامًا بداية من عام 2000.
مسيرة فنية متميزة.. شخصيات شريرة بملامح إنسانية
عرف خالد صالح بأدائه المتقن للشخصيات المعقدة، وخصوصًا أدوار الشر ذات الأبعاد النفسية والاجتماعية، لكنه لم يتوقف عند هذا الإطار، بل قدّم أدوارًا إنسانية غاية في العمق والتأثير.
من أبرز أدواره
'تيتو' (2004): بدور الضابط الفاسد، الذي علقت في أذهان الجمهور عبارته الشهيرة: 'أنا بابا يا لا'.
'هي فوضى': جسد فيه شخصية ضابط شرطة مستبد، تركت أثرًا كبيرًا لدى النقاد والجمهور.
'عمارة يعقوبيان'، 'الريس عمر حرب'، 'ابن القنصل'، 'كف القمر'، 'الجزيرة'، و'الحرامي والعبيط'.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد تألق في مسلسلات عديدة، من أبرزها:
'سلطان الغرام'، 'بعد الفراق'، 'موعد مع الوحوش'، 'الريان'، و'تاجر السعادة'، وغيرها.
خالد صالح في ذاكرة الجمهور.. عبارات لا تُنسى
تركت شخصيات خالد صالح بصمة مميزة لدى المشاهدين، سواء في السينما أو الدراما. ومن أشهر جمله التي لا تزال تُردد:
'أنا بابا يا لا' – من فيلم تيتو.
'تفتكري كده هشبع يا يسرية؟' – من فيلم أحلى الأوقات.
'اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر' – من فيلم هي فوضى.
'اهرب اهرب يا ياسين...' – من فيلم حرب إيطاليا.
جوائز وتكريمات.. تقدير لفن خالد صالح
نال خالد صالح خلال مسيرته عددًا من الجوائز والتكريمات، أبرزها:
جائزة أفضل دور ثانٍ عن فيلم تيتو من المهرجان القومي للسينما.
أفضل ممثل عن فيلم ملاكي إسكندرية عام 2005.
شهادة تقدير من مهرجان الإعلام العربي عن أدائه في مسلسل تاجر السعادة.
جائزة الإبداع الذهبية، إلى جانب عدة تكريمات من مهرجانات ومؤسسات فنية محلية وعربية.
خارج الكاميرا.. إنسان قبل أن يكون نجمًا
عرف خالد صالح بين زملائه ومحبيه بتواضعه وروحه الطيبة. لم تأخذه الشهرة بعيدًا عن الناس، بل ظل قريبًا منهم، يُشبههم، ويعبّر عنهم.
في لقاءاته الإعلامية، تحدث كثيرًا عن أهمية الصدق في التمثيل، مؤكدًا أن الوصول لقلب الجمهور لا يكون إلا بالإخلاص، سواء في اختيار الأدوار أو في أدائها.
كما عرف عنه ابتعاده عن إثارة الجدل، وعدم استغلال مرضه في الإعلام أو تحويله إلى مادة للشفقة، وكان يفضل أن يُعرف بعمله فقط، لا بألمه.
إرث خالد صالح.. حضور لا يغيب
رغم مرور السنوات على رحيله، فإن أعمال خالد صالح لا تزال تُعرض، وتحظى بمتابعة كبيرة، خصوصًا بين الأجيال الجديدة التي لم تعاصره على الهواء، لكن تعرفت إليه من خلال الشاشة.
في كل عام، يُقام له تكريم خاص في عدد من الفعاليات، أبرزها على مسرح الهناجر، فقد بدأت خطواته الأولى.
ولا يزال الجمهور يذكره ويتفاعل مع مشاهده، ويقتبس عباراته، باعتباره أحد الفنانين القلائل الذين مزجوا بين الأداء المتمكن والقلب الطيب، بين الموهبة الحقيقية والإنسانية الصادقة.