اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٦ أيلول ٢٠٢٥
الصدق شجاعة وواجب. هو كذلك خصوصا في الشأن الديني والى حد كبير في الشأن العام. يستجير شعبنا عموما بالدين وبالأبراج على السواء في الشدائد. ويعزف عن القِيَم الدينية والروحية عند تقاسم الجبنة وخصوصا في أعلى المستويات. يركن النافذون المتوارثون والأكابر الجدد الى انتمائهم الطائفي وامتداداته الخارجية في سبيل موقع ما، فيجعلون في أحسن أحوالهم يوما لهم ويوما لربهم ولو ظاهريا، ويداهنون رجال الدين بدرجات وسبل مختلفة.
تقوم السياسة الحقّة على العدالة للناس كافة بلا تفريق بين الطوائف والفئات. ونتيجة العدالة هي السلام بين المواطنين والتعاون وردم الهوة بين الفئات الاجتماعية. هكذا يحيا المواطنون بأوفر قدر ممكن من الطمأنينة في الحياة ويناضلون في الوقت عينه للترقّي والتحليق في رحاب الروحانيات.
الصغير في مجتمعنا يكاد يبتلعه الكبير كما تبتلع الحيتان السمك الصغير، وشرعة حقوق الإنسان تستلهم أساسا، في معظم جوانبها، الكتب المقدّسة، ما يعني ان البُعد الأفقي للإنسان - أي حياته الاجتماعية الاقتصادية - والبُعد العمودي - أي الجانب الديني الروحي - مميّزان ولكنهما ليسا منفصلين متباعدين فإِلام يدمّر شعبنا نفسه ويحرق أرضه ويقتل الأخ أخاه باسم السياسة والدين على السواء؟
ينبغي أن يكون كل مواطن خفيرا ويؤمّن السلام لأخيه، لان السلام إطار كل حياة كريمة تنأى عن أسباب الخوف والفقر. أنبياؤنا هم رسل سلام وأنوارهم انبثقت من شرقنا. والسلام الذي دعوا إليه هو سلام داخلي يلغي كل مكر وعدوان. وهو أيضا سلم خارجي لشعوبنا يتجسّد سلما غذائيا وسلما بيئيا وسلما أهليا وسلما تربويا... هذا هو السلام الاجتماعي السياسي الذي هو وضعنا الطبيعي في هذه البقعة من العالم. فأين نحن منه؟؟!!..
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه