اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
ربطت دراسة أميركية واسعة وطويلة الأمد على كبار السن، بين الأرق المزمن وتغيّرات داخل الدماغ تمهّد لظهور الخرف.
تتبّع الباحثون من مايو كلينك في الولايات المتحدة، 2,750 شخصا تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق، لمدة متوسطها 5 سنوات ونصف. ووفق ما نشر موقع ساينس أليرت صُنّف المشاركون على أنهم يعانون من أرق مزمن إذا احتوت سجلاتهم الطبية على تشخيصين بالأرق على الأقل يفصل بينهما شهر واحد، وهو تعريف شمل 16 في المئة من العينة.لاحظ الفريق أن الأرق المقترن بقصر مدة النوم كان مضرا بشكل خاص، فقد بدا أداء هؤلاء النائمين السيئين وكأنهم أكبر بـ 4 سنوات عند التقييم الأول، كما أظهروا مستويات أعلى من لويحات الأميلويد وأضرار المادة البيضاء.
وعلى النقيض، فإن المصابين بالأرق الذين قالوا إنهم ينامون أكثر من المعتاد، ربما لأن مشكلاتهم مع النوم قد خفت، كانت لديهم أضرار أقل في المادة البيضاء من المتوسط.
تُضاف هذه النتائج إلى تراكم الأبحاث من المملكة المتحدة، والصين، والولايات المتحدة التي تُظهر أن جودة نومنا في منتصف العمر وما بعده ترتبط ارتباطا وثيقا بقدرتنا على التفكير لاحقا.
ويبدو أن الأرق المزمن يسرّع المسار نحو الخرف، ليس عبر مسار واحد بل مسارات عدة، بزيادة الأميلويد وتآكل المادة البيضاء وربما برفع ضغط الدم ومستويات السكر أيضاً.ووجد باحثو مايو كلينك أنه لا توجد فائدة واضحة ولا ضرر من الحبوب المنومة التي تناولها المشاركون، بينما لمّحت تجارب على أدوية أحدث مثل مثبطات الأوركسين إلى انخفاض بروتينات مرتبطة بالألزهايمر في السائل الشوكي، لكنها دراسات صغيرة وقصيرة المدى.
النوم السيّء، وفق الدراسة، غالبا ما يتعايش مع الاكتئاب والقلق والألم المزمن وانقطاع النفس النومي، وكلها بدورها تضر الدماغ. ويجب ألا تنتظر جهود الوقاية، فترة التقاعد. فمراقبة النوم منذ منتصف العمر، إلى جانب ضغط الدم والكوليسترول والرياضة، هي استراتيجية عقلانية لصحة الدماغ.