اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٧ كانون الثاني ٢٠٢٥
سرّب رئيس فرع استخبارات الجنوب في الجيش اللبناني العميد سهيل حرب أسرارًا لحزب الله خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل مما عرّض الهدنة التي أوقفت عامًا من الحرب المفتوحة للخطر، وفقا لما زعمت مصادر استخبارية لصحيفة «ذا تايمز» البريطانية.
بدوره، نفى الجيش اللبناني «هذه المزاعم نفيًا قاطعًا»، مستغربا توقيت تسريب هذه المعلومات.
ما القصة؟
تقول «ذا تايمز» في تقرير اطلع عليه «جنوبية» أن «سهيل بهيج حرب، رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان، قدّم معلومات حساسة للمجموعة المدعومة من إيران (حزب الله) من داخل غرفة التحكم الأمني التي تديرها الولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، والتي كانت مكلفة بمهمة حفظ السلام في المنطقة».
وأتى الخرق المزعوم في وقت حساس للهدنة المؤقتة، حيث رفض الجنود الإسرائيليون الامتثال للموعد النهائي للانسحاب من الأراضي اللبنانية أمس الأحد، وفق اتفاق وقف النار الذي بدأ في 27 تشرين الثاني وأعطى الاحتلال مدة 60 يومًا للإنسحاب الكامل.
لكن أمس أعلن البيت الأبيض، وبعده لبنان، إنه تم تمديد الإنسحاب حتى 18 شباط المقبل.
ماذا فعل سهيل حرب مع وفيق صفا؟
وزعمت الصحيفة إنها حصلت على تقرير استخباراتي دولي يقول إن حرب «يُعتبر واحدًا من العشرات من الضباط في الجيش اللبناني الذين قاموا بتسريب معلومات إلى حزب الله، مما منحهم تحذيرًا مسبقًا بشأن المداهمات أو الدوريات، ما أتاح لهم نقل الأسلحة وتجنب الكشف» خلال سريان الاتفاق.
وأشار التقرير الاستخباراتي إلى أن «حزب الله يستخدم معلومات داخلية وحساسة تتعلق بالجيش اللبناني لإخفاء تحركاته عن الكيانات الدولية المسؤولة عن الأمن الإقليمي».
وأضاف أن هذه التسريبات تثير القلق بشأن قدرة الجيش اللبناني على السيطرة بفعالية على المناطق الجبلية جنوب البلاد، حيث كان حزب الله القوة السياسية والعسكرية المسيطرة لسنوات.
وكتبت «تايمز» أن «حرب، وهو مسلم شيعي يعيش في الجنوب، يُزعم أنه كان حاضرًا في غرفة العمليات الدولية بناءً على إصرار القائد الكبير في حزب الله وفيق صفا، الذي يرأس ما يُعرف بلجنة التنسيق والارتباط الخاصة بالحزب».
ليس التسريب الوحيد؟
وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، إن «أكثر من عضو في الجيش اللبناني يسربون معلومات لحزب الله»، موضحًا أنه على الرغم من أن إزالة حزب الله جنوب الليطاني بالكامل ليست مستحيلة، فإن «الأمر سيستغرق وقتًا، خاصة أن حزب الله لا يزال في حالة إنكار. لم يستوعب بعد صدمة خسارته العسكرية المدمرة».
وأضاف خشان: «حقيقة أن القادة العسكريين الكبار يحتفظون بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة لا تمنع التعاون بين ضباط الجيش، حتى على أساس فردي، مع حزب الله».
وتابع: «بقاء حزب الله يعتمد ليس فقط على الحفاظ على وجود عسكري في الجنوب، بل أيضًا على الحفاظ على المكاسب التي حصل عليها داخل النظام السياسي اللبناني خلال العقود الثلاثة الماضية. إن عناصر حزب الله في جنوب الليطاني هم من السكان الشيعة المحليين، ولا أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تجبرهم على الانتقال إلى شمال الليطاني».
الجيش اللبناني ينفي
هذا وقال الجيش اللبناني في بيان رسمي: «نقلت إحدى الصحف الأجنبية معلومات حول تسريبات أمنية مزعومة يقوم بها ضباط من الجيش لمصلحة جهة حزبية».
وعليه أعلن البيان إن قيادة الجيش «تنفي هذه المزاعم نفيًا قاطعًا، لا سيما أنها تأتي في مرحلة دقيقة يتحمل فيها الجيش مهمات جسام».
وأكد الجيش أن «ضباط المؤسسة العسكرية ينفذون مهماتهم في مختلف الوحدات بأعلى درجة من الاحتراف والمهنية تبعًا لأوامر قيادتهم».
إقرأ/ي أيضا: تفاصيل كثيرة عن اغتيال نصرالله والعملاء… كيف اخترقت إسرائيل «الحزب» لسنوات؟