اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٧ أذار ٢٠٢٥
لم يصطلح حال شبكة الإنترنت في منطقة النبطية بعد الحرب، التغطية سيئة للغاية، وفي مرّات كثيرة تكون معدومة، نفد صبر الأهالي من انتظار حلّ يأتي سريعاً.
يكاد يكون سوء التغطية عائقاً أمام تواصل الناس، وهو أمر بدأ يؤرق حياة المواطنين، ممن يجدون في وسائل التواصل فرصة للتفريغ النفسي، وبغياب التغطية يصبح التواصل مقطوعاً.
في الحرب، كانت خدمة الإنترنت 'أفضل حالاً' كما تقول بشرى حول واقع الشبكة في بلدتها جبشيت، وتجد بشرى مرات عديدة صعوبة في إجراء اتصال. وتشير إلى أن خدمة شبكات الاتصال بعد الحرب 'سرقة بسرقة'. وأكثر من ذلك تقول: 'لا يكفينا أنه ليس هناك إنترنت، بل أيضاً تطير باقة الخدمة بسرعة البرق'.
حالة تململ وضياع أصابت ياسر الذي يعمل دليفري بين القرى، ويواجه صعوبة في إجراء الاتصالات، ويضيف: 'دائماً ما في تغطية'. ويضطرّ في مرّات كثيرة لإعادة تشغيل الهاتف، لعلّ الخدمة تتحسّن. برأيه، إن هذا الأمر 'يعطل العمل ويضرّ بمصلحتي التي بدأتها بعد الحرب، ويعيش الناس على خدمة الإنترنت، وبدونها الكل ضائع'.
منذ ما بعد الحرب، والناس في منطقة النبطية يواجهون صعوبة في الاتصالات، في كلّ مرة يرفعون الصوت يكون الجواب 'نعمل على معالجة الأزمة'، غير أنه في كل مرّة تسوء الخدمة أكثر.
عادة ما تكون المشكلة في نفاد المحروقات من محطات التغذية، وأحياناً هناك أعطال على الشبكة، تلك هي الأعذار التي ترفعها الشركتان في كل مرة تزداد حدّة الأزمة، وفي كل مرة تصبح شبكة الإنترنت في لبنان من الأسوأ.
أكثر ما يزعج يوسف أنه حين تقع غارة أو توتر أمني، تزداد الخدمة رداءة: 'بتصير على غير كوكب بتخرب الدني وإنت ما قادر تابع التطورات'.
يفهم أبناء القرى الحدودية أن في تلك القرى المدمّرة تنعدم خدمة الإنترنت والاتصالات، غير أن ما لا يفهمه أبناء منطقة النبطية ما سرّ رداءة الخدمة، علماً أنّ ما من محطة تعرّضت للتدمير في الحرب.
في أيام وزير الاتصالات جوني القرم طالبه الأهالي بتحسين الخدمة ومعالجة الأمر، لكن 'دق المي مي'، لم يتحسّن شيء، بل يسأل الناس لماذا حين تحصل غارات تضعف الشبكة؟
تعاني اليوم منطقة النبطية وكثير من قراها من أزمة التواصل، وتتجه الأنظار إلى ما سيقوم به وزير الاتصالات الجديد من تحسين للخدمة، ويطالب موسى الوزير بالبحث في سبب تراجع خدمة الإنترنت في الجنوب بعد الحرب، وقال 'بدون إنترنت وتواصل نصبح معزولين'.
لا تتوقّف قضية الاتصالات عند حدود رداءة الخدمة بل تتعدّاها إلى السرقة، إذ تشهد سوق توزيع خدمة الإنترنت التابع لشركتي الخلوي سرقة ممنهجة عبر توزيع باقات الخدمة لأكثر من شخص من قبل أصحاب محال الهواتف، والمواطن يدفع الثمن.
تقول سماح إنها صدمت حين انتهت باقتها الـ 40 جيغا في 10 أيام 'علماً أنني لم أستخدم شيئاً. إن السرقة مزدوجة من الشركات ومن أصحاب المحال. ولا تكفينا رداءة الخدمة حتى نتحمّل وزر السرقة وهو أمر لم يعد يحتمل'.
بين حدّي سكينة العزلة، يقف كثير من المواطنين، فالإنترنت اليوم هو كل الحياة، وبدونه تنعدم مساعٍ حثيثة بذلتها محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك لمعالجة أزمة الإنترنت، غير أن المشكلة في التطبيق والمماطلة، وبينهما، تحمّلوا أيها الناس الأسوأ لأن فقدان الخدمة يصبح النهاية.
فهل يتلقّف وزير الاتصالات الجديد مناشدة الأهالي لمعالجة الأمر ويضع خطة؟ أم يبقى الوضع على ما هو عليه؟