اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تتقن واشنطن لغة الضغط الهادئ، فتستشعر الغضب أو عدم الرضى من تصرفات شبه صامتة إنما تعبّر عن الكثير، كإلغاء زيارة أو تأجيل لقاء، وفي بعض الاحيان خفض مستوى الاستقبال للضيف... هنا تُقرأ الرسائل السياسية والامتعاض الحقيقي، وهنا تكسر أميركا الجرّة... فمن هم الرؤساء أو القادة الذين ألغت واشنطن زياراتهم؟
في أيلول الماضي، عمدت واشنطن إلى سحب تأشيرة دخول رئيس كولومبيا غوستافو بيترو إلى الولايات المتحدة بسبب مشاركته في تظاهرة مؤيدة لفلسطين واعتباره أن ما يحصل في غزة هو إبادة جماعية، ما ادى إلى تأزم العلاقات بين البلدين.
عام 2024، شهدت العلاقات الاميركية - التركية توتّرا حادّا، وذلك بعد شراء تركيا منظومة S400 الروسية، الأمر الذي دفع واشنطن إلى تخفيض مستوى اللقاءات الرسمية وتأجيل زيارة كانت مرتقبة للرئيس التركي رجب طيّب إردوغان.
الرئيس السوداني عمر البشير كان أيضا من الشخصيات التي مُنعت من دخول الأراضي الاميركية، وذلك بسبب مذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية، فرفضت واشنطن استقباله، وألغيت مشاركته في عدد من الفعاليات الدولية في البلاد. وفي العام 2022، ألغت وزارة الدفاع الاميركية زيارة لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وذلك بعد الانقلاب العسكري هناك.
نائب رئيس تايوان ويليام لاي تشينغ‑تي واجه السيناريو نفسه حينما رفضت واشنطن استقباله أو حتى استخدامه مطار نيويورك في إطار زيارة نقل موقّتة وذلك في ظلّ حساسيّة العلاقات بين البلدين.
أيضا في الثمانينات، وبعد تصاعد الاتهامات بالفساد لرئيس الفلبين فرديناد ماركوس، ألغت أميركا زيارته، وذلك قبل ان يسقط نظامه في ما بعد.
في السياسة الاميركية، الصمت أحيانا يكون أبلغ من التصريح، والباب المغلق يمكن أن يكون أشدّ وقعا من أي بيان شديد اللهجة... والعِبرة بقراءة التاريخ، تماما كالأبواب الموصدة.











































































