اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
في ظلّ المشهد المأزوم داخليّاً، جاءت تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك لتحرّك المياه الراكدة لبنانياً وحالة الترقّب خصوصاً بعد التطورات الأخيرة في غزّة. فما نشره برّاك هو أقرب الى رسالة سياسيّة وأمنية وجّهها إلى الداخل اللبناني، عنوانها الأساسي: الوقت ينفد أمام لبنان ومرحلة الحسم تقترب. ولكن أيّ حسم ينتظرنا؟ وما رأي الحزب بهذا الموقف؟ يعتبرُ الكاتب والمحلّل السياسي قاسم قصير أنّ تصريحات برّاك خطيرة جدّاً، وهي تهدّد لبنان إمّا بعمل عسكريّ كبير من قبل إسرائيل أو بالذهاب الى حرب أهليّة داخليّة وحصول فوضى، وهذا يتطلب موقفاً لبنانيّاً موحّداً، فهذا التّصريح يشكّل تطوّراً خطيراً في التهديدات الأميركيّة، مشيراً، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ كلّ الاحتمالات واردة، وعلينا أن نكون جاهزين لأنّه من غير الواضح الى أين ستّتجه الأمور في المرحلة المقبلة. حزب الله أبدى مرونة عالية في الفترة الأخيرة منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم، ويلتزم بقرار الدّولة اللبنانيّة ولا يذهب الى التصعيد، ولكن هناك حدود في المرونة خصوصاً في موضوع نزع السلاح، يقول قصير، لافتاً الى أنّه في حال فُرضت المواجهة وحصل عدوان إسرائيليّ على لبنان فـالحزب جاهز لها، وهذا الأمر يرتبط أيضاً برؤية الدولة اللبنانيّة وبالخطّة التي ستضعها. حزب الله مرنٌ ولكن ضمن حدود معيّنة. ويُضيف قصير: لا معلومات حتّى الآن عن موقف حزب الله ممّا قاله برّاك، فهو يؤكّد عبر مواقف مسؤوليه أنه ضدّ أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ويشدّد على الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه سابقاً أكان بوقف إطلاق النار أو بالقرار 1701، وأيّ أمر جديد يتطلب نقاشاً وحواراً، والأفضل انتظار وترقّب موقف حزب الله في هذا الإطار.وإذ يرى قصير أنه صحيح أنّ قوّة حزب الله الردعيّة تراجعت، يشدّد على أنّ هذا لا يعني أن هذه القوة انتهت ولا يمكن الاستفادة منها في أي مواجهة إذا حصلت. لا أحد يقول إنّنا نعتمد فقط على السلاح للمواجهة، فالمطلوب رؤية وطنيّة تجمع ما بين الدبلوماسيّة والاعلام والسياسة والقوة سواء قوّة الجيش اللبناني أو المقاومة، ولكن الأهمّ أن يكون لدينا رؤية وطنية موحّدة في مواجهة المطالب الأميركية التي لا تنتهي وتزداد يوماً بعد يوم. لا يُمكن قراءة كلام برّاك بمعزل عن التحولات الإقليمية الجارية، فكلّ ما يحصل ويُقال يضع لبنان في قلب العاصفة، فإمّا أن يركب قطار السلام والازدهار، أو أن يُترك وحيداً في عزلة سياسيّة واقتصادية خانقة، وتحت رحمة ضربات وحروب إسرائيل المتجدّدة.