اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال لقائه وفد «التوازن الوطني» «على أهمية الوحدة الوطنية التي تشكّل الرد الحقيقي على كل التحديات»، وأكد ردّا على بعض التأويلات في الفترة الأخيرة، انه متفق مع «مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على المصلحة الوطنية منذ كنت قائدا للجيش»، معتبرا ان «الطائفة السنية هي رمز الاعتدال في الداخل وتشكّل عمق الانتماء للمحيط العربي والخارج»، وحسم القول انه «لن يكون هناك تهميش لأي مكوّن لبناني في عهدي».
بدوره، أكد وفد التوازن «الوقوف الى جانب العهد في معركة إعادة الإعتبار لدولة المؤسسات والقانون، وبناء الدولة الحديثة».
وكان الرئيس عون التقى الوفد في قصر بعبدا أمس، وتحدث بإسم الوفد رئيس تحرير جريدة «اللواء» الأستاذ صلاح سلام، فاعتبر ان الرئيس عون «يمثل في شخصه معنى الالتزام والتفاني في خدمة الوطن وقد دخل الى موقع الرئاسة من بوابة التضحية والانضباط والوفاء للمؤسسة العسكرية والوطن على حد سواء»، معربا عن ثقته بقدرته على «جمع الشمل وتمكين الدولة من استعادة هيبتها ومكانتها»، وقال: «نعول على عهدكم لإعادة الاعتبار لدولة المؤسسات والقانون التي أرسى قواعدها اتفاق الطائف ولتثبيت مبدأ الشفافية والمساءلة كركيزة أولى للإصلاح لا سيما وان لبنان لم يعد يحتمل الهدر والفساد والاستنسابية في إدارة الشأن العام، وقد آن الأوان لإخراج الدولة من دوامة الشلل والتفكك نحو مسار الدولة الفاعلة والحامية لحقوق المواطن والحاضنة لطموحات الشباب والمحصّنة بوحدة مؤسساتها وشرعية سلطتها».
وأشار سلام ان «اللبنانيين يتطلّعون الى الرئيس عون لا كقائد آتٍ من رحم الجيش فحسب، بل كضامن لأمنهم وكرامتهم القادر على الدفع قدما بورشة إنقاذ شاملة تبدأ بإصلاح سياسي حقيقي وتترافق مع خطة للنمو الاقتصادي تعيد الثقة بلبنان في الداخل والخارج وتطلق طاقات الاستثمار والإنتاج والعدالة الاجتماعية».
وختم مؤكدا: «نحن الى جانبكم في معركة بناء الدولة الحديثة والقائمة على العدالة والمساواة لا على الصفقات والسمسرات والتسويات، وعلى المؤسسات لا على الأشخاص، ونعول على حكمتكم وشفافيتكم في مقاربة التحديات الكبرى وعلى قدرتكم على حماية لبنان من كل ما يهدد امنه وسلمه الأهلي لنحيا فيه بكرامة واطمئنان».
ثم تحدث عدد من أعضاء الوفد حول الأزمات الراهنة والاقتراحات لمعالجتها.
الرئيس عون
وردَّ الرئيس عون مرحّبا بالوفد، مشدّدا على «ضرورة تضافر جهود اللبنانيين وتضامنهم لتجاوز التحديات القائمة والانتقال بلبنان الى مرحلة من الاستقرار والأمن والازدهار».
وإذ أعاد الرئيس عون التشديد على «أهمية الوحدة الوطنية التي تشكّل الرد الحقيقي على كل التحديات»، وأكد ردّا على بعض التأويلات في الفترة الأخيرة، انه متفق مع «مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على المصلحة الوطنية منذ كنت قائدا للجيش»، ولفت الى ان «هناك تنسيقا مستمرا مع الرئيس السوري أحمد الشرع تجاه العديد من القضايا المشتركة»، وأثنى على «القيمة المضافة التي يشكّلها كل مكوّن للبنان»، معتبرا ان «الطائفة السنية هي رمز الاعتدال في الداخل وتشكّل عمق الانتماء للمحيط العربي والخارج، وقد دفعت أثمانا غالية من دماء أصحاب السماحة ورجال الدولة على السواء».
وقال: «وهنا أعود وأشدّد على انه لا يمكن لأي فريق أن يلغي فريقا آخر في لبنان كما ان لا فضل لطائفة على أخرى، والحرب الإسرائيلية الأخيرة استهدفت كل لبنان، فيما لم ترحم الحرب الاقتصادية أحدا من أبنائه».
وحذّر رئيس الجمهورية من «أعداء الداخل الذين يلعبون على الوتر الطائفي حرصا منهم على مصلحتهم مع الخارج»، نافيا الأخبار التي تم التداول بها في المرحلة الأخيرة لا سيما منها التي تحدثت عن دخول مجموعات الى لبنان وتلك التي أشارت الى استعداد لاقتحامات على الحدود اللبنانية - السورية، وقال: «التنسيق جار على قدم وساق على هذه الحدود مع الجانب السوري وذلك لمنع التهريب».
وفي موضوع مكافحة الفساد، قال الرئيس عون: «الأمر يتم على كامل الأصعدة، فلا لون أو طائفة أو مذهب للفساد وليس كما يتم التسويق في الفترة الأخيرة بأنه يتم على أساس واحد من هنا وواحد من هناك»، وأكد أن «لا تمييز في مكافحة الفساد وكل مرتكب سيعاقب وفق القانون».
ودعا الرئيس عون للنظر «الى الإيجابيات التي تتحقق، لا التصويب فقط على السلبيات»، مؤكدا «الحرص على عدم الاستسلام أمام المتضررين من قيام الدولة»، مشيرا الى انه «ليس هناك من خلافات لكن الاختلاف في الرأي طبيعي جدا وان ما قامت به الحكومة حتى الآن يعتبر إنجازا كبيرا».
وردّا على سؤال قال: «في عهدي، لن يكون هناك تهميش لأي مكوّن لبناني»، داعيا الى «تجاوز الحسابات الضيقة والنظر الى المصلحة العامة»، واعتبر ان «لبنان وصل الى الدرك الذي وصل إليه بسبب تفشي الفساد وعدم وجود المحاسبة التي يشكّل القضاء رأس حربتها. وعلى الجميع اليوم ان يقتنع بانطلاق المحاسبة ومكافحة الفساد»، ورأى أن «بناء الدولة يتم من خلال الحوكمة والتشبث بوحدتنا»، مشدّدا على «ضرورة التحلّي بالمسؤولية لا سيما لجهة مقاربة المسائل الوطنية».