اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٧ أذار ٢٠٢٥
الفنانة التشكيلية اللبنانية فاطمة مرتضى،في معرضها الجديد،في the lt art gallery الجميزة، تجمع الأشكال داخل اطار لوحتها،تحفظها وتحزمها ثم تعود لتفكيكها وتوزيعها على مساحة أشكال جديدة ،متقاطعة في بناء موصول بذاته وبمعانيه ودلالاته الكثيرة.
المرأة هي الأساس في الشكل المتجدد.علاقة جدلية بين الشكل والمضون،من جسد المرأة الى ظلال الزمن الذي يحمل تراتبية الحياة الى الطبيعة ومحتواها اللوني الحاد، تسعى وتحاول الفنانة الى جمعها أولاً،ثم إعادة تركيبها وفق أصول خيالها ومنابعه داخل الوعي البصري.
وبفضل أسلوبها القائم على تنويع الشكل بالأسود والأبيض،بقلم الرصاص والفحم،استحضرت الخامات ورفعتها إلى مرتبة الذاكرة المصانة والمحصنة بالوعي ،البعيدة عن النسيان،حافظة للذاكرة الجماعية ومحافظة على ما تبقى من جمال الروح والإنسانية.
في معرضها الجديد لوحات مشغولة بمواد مختلفة وغالبها الفحم،كأنها ،والأرجح كذلك،أنها سعت الى نقل الشكل كما هو في واقع الحياة والعيش ،أضاءت مسافة الحضور بلون واحد موحد ،الأسود والأبيض.
سلسلة أعمال قدمتها، مستخدمة فيها عدة مواد على القماش،الحبر الصيني وأقلام الرصاص وألوان مائية وقطع وخيوط متداخلة وتفاصيل أخرى يحتدم فيها اللون الهاديء الشفاف،ويصل الى حد الغشاوة المغرية للعين والإحساس.
تعتبر الفنانة فاطمة أن لوحتها هي ظلها الوارف على حياتها،ولها رأي جدلي بالفكرة تتصل بفلسفة خاصة حول ذلك، فهي ترسم لكي تقارب الجنون القائم والمفروض على إنسان الحياة، وتعتبر 'المرأة هي الصلة والأصل في مركزية الحياة وكائناتها'، ومن هذا الإعتراف 'الخاص' تستمد نظرتها وبصيرتها ووعيها المشدود عميقاً الى تفاصيل الحياة وأركانها.
غير أنها تحاول في معرضها هذا إثبات مصداقية أو أبعاد ما تحمله من معتقدات متلازمة مع الحضارات القديمة. فارتأت تطوير لوحتها المرتبطة ارتباطا وثيقا برمز وواقع: الجسد والروح في عالم أوجد العالم نفسه.
بعد الجولة النهائية على لوحات فاطمة، يتساءل الناظر ،كيف لهذا الخيال الخارق أن يستحضر هوية الحياة الأولى والتالية ، كيف تسللت ودخلت الى دهاليز الزمن بهذه البصيرة الحادة ؟