اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٣ أيلول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
في طريقه لتحقيق ما يسميه ب'النصر المطلق' دشن نتنياهو يوم ٩ أيار جبهة جديدة هي الجبهة الثامنة على اعتبار أنه طوال عامين كان يتحدث عن سبع جبهات: جبهة غزة؛ جبهة الضفة الغربية؛ جبهة لبنان؛ جبهة سورية؛ جبهة اليمن وجبهة إيران؛ جبهة ال٤٨؛ واليوم الجبهة الثامنة وهي جبهة قطر.
.. ولكن جبهة قطر الثامنة التي تتم تحت عنوان تفعيل جبهة مطاردة حماس في كل العالم، تفتح الاحتمال واسعاً أمام أن يكون هناك استكمال لها عبر فتح 'جبهة تاسعة' هي جبهة تركيا التي تستضيف عدداً من قياديي حماس الذين خرجوا من سورية..
كما أن إصرار نتنياهو على مشروع تهجير غزة يفتح الاحتمال واسعاً أمام فتح 'جبهة عاشرة' هي الجبهة المصرية وذلك لإرغام القاهرة على فتح أبواب سيناء للاجئين الغزاويين.
ولكن يظل هناك الجبهة الحادية عشر التي يقترب نتنياهو من قرع نواقيسها، وهي الجبهة الأخطر عليه؛ والمقصود هنا جبهة انتخابات الكنيست القادمة عام ٢٠٢٦. وهذه الجبهة بالنسبة لنتنياهو ولليمين المسياني تعتبر 'أم الجبهات' و'أم المعارك'..
..ونظرياً بقي أمام نتنياهو حجر شطرنج واحد لو نجح في تحريكه سيصبح بإمكانه خوض الحرب على جبهته ال١١ بنجاح؛ وهذا الحجر يتمثل بإقالة مستشارة الحكومة القضائية الحالية، وتعيين بديلة عنها شخصية يمينية 'مسيانية' وليس فقط يمينية قومية كحال المستشارة الحالية.
يريد نتنياهو إخضاع المحكمة العليا لإرادته من أجل تزوير الانتخابات العامة المقبلة، وخاصة تزوير إرادة الناخب العربي بوصفه قوة وازنة قادرة على جعل نتائج الانتخابات تذهب لصالح هذا التكتل الإسرائيلي أو ذاك.. والمتوقع حالياً هو أن يسن اليمين الإسرائيلي قوانين تقيد حرية الناخب العربي؛ وهو أمر حاول نتنياهو فعله في السابق، ولكن المحكمة العليا في إسرائيل استأنفت ضد هذه القوانين وأسقطتها؛ ولذلك يحاول نتنياهو حالياً السيطرة على المحكمة العليا عن طريق الإتيان بمستشارة قضائية للحكومة خالصة الولاء له.
وبخلاصة المشهد العام الحالي يمكن القول أن نتنياهو بعد اعتداء قطر أصبح محاصراً داخل 'متاهة مغامرته الجيوسياسية' التي إن لم يستدرك عواقبها، فإنه سيكون محكوماً بتوسيعها لتشمل دولاً أخرى كتركيا ومصر؛ بالإضافة إلى إيران؛ وحينها سيواجه نتنياهو رداً إقليمياً على تغوله، وليس فقط رداً عربياً.