تصعيد الاحتلال الإسرائيلي المستمر في طولكرم ومخيميها.. حصار خانق واعتقالات وهدم للمنازل

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمَيها لليوم الـ116 على التوالي، فيما تستمر حملة التصعيد العسكري المكثف والاعتقالات وسط تعزيزات عسكرية متواصلة، مع استمرار الحصار المفروض على المخيمين، ولا سيما مخيم نور شمس الذي يشهد اعتداءات متواصلة لليوم الـ103 على التوالي.

وتشهد المدينة ومخيمَيها اقتحامات متكررة على مدار الساعة من قبل قوات الاحتلال التي تستخدم آلياتها العسكرية للتنقل داخل الأحياء والشوارع الرئيسة، مستعينة بإطلاق أبواق المركبات بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خاصة في وسط المدينة، وعلى شارع نابلس ودوار شويكة في الحي الشمالي، ما يخلق حالة من التوتر والخوف بين السكان.

وفي ساعات الفجر من اليوم، نفذت قوات الاحتلال اعتقال شابين من المدينة بعد مداهمة منزليهما وهما: يزن عمر قزمار (24 عامًا) ومحمد حسان خلف (35 عامًا)، وكلاهما معتقلان سابقان، في استمرار لحملات الاعتقال الواسعة التي تستهدف أبناء المدينة.

كما نصبت قوات الاحتلال صباح اليوم حاجزًا طيارًا في محيط بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، حيث أوقفت المركبات وفتشت عدداً منها ودققت في هويات الركاب، واعتقلت أحد الشبان دون الكشف عن هويته.

وفي ذات السياق، يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث يسمع دوي إطلاق النار وانفجارات متفرقة بين الحين والآخر، ما يعكس تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا.

وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال نفذوا أمس تفجيرًا في حارة البلاونة داخل مخيم طولكرم، في ظل الحصار المشدد على المخيم ومنع السكان من دخول الحي أو الخروج منه، ما يزيد من معاناة المدنيين.

وتمنع قوات الاحتلال العائلات المهجرة قسرًا من العودة إلى منازلها أو حتى تفقد ممتلكاتها في المخيمين، كما تتعرض هذه العائلات للملاحقة وإطلاق النار عند محاولتها الاقتراب من منازلها.

وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم واسعة طالت أكثر من 20 مبنى سكنيًا في حاراته الرئيسية، بالإضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بالمباني المجاورة، وذلك في إطار تنفيذ مخطط الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، بهدف فتح شوارع وطرقات جديدة وتغيير معالم المخيمين الجغرافية بشكل كامل.

وفي ضاحية ذنابة شرق المدينة، رصدت مصادر محلية حركة مكثفة لآليات الاحتلال التي تجوب الشوارع الرئيسية، وسط عمليات تمشيط وتفتيش واسعة النطاق، وعرقلة حركة سير المواطنين والمركبات.

كما تستمر قوات الاحتلال في الاستيلاء على منازل ومباني سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء السكان بالقوة، وتحويل هذه المنشآت إلى ثكنات عسكرية، بعضها تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين.

ويستمر العدوان الإسرائيلي المستمر في إحداث دمار واسع في المدينة والمخيمين، حيث أسفر حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملاً في شهرها الثامن، إلى جانب إصابة عشرات الجرحى والاعتقالات الواسعة في صفوف المدنيين.

كما أدى العدوان إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي، بالإضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة اليومية.

هذا التصعيد يعكس استمرار سياسة الاحتلال في قمع الفلسطينيين، وتهجيرهم من مناطقهم، وتحويل مدن ومخيمات الضفة الغربية إلى مناطق منكوبة تعاني من الحصار والاحتلال العسكري المستمر.

المصدر: وكالة وفا