اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
بعد أن شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين فيما دخلت الولايات المتحدة الأميركية في الصراع، إذ قصفت في 22 حزيران، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز. وأدت الحرب لوقف المفاوضات بين طهران وواشنطن التي بدأت في نيسان بهدف التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
وفي آخر التطورات جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد أن المنشآت النووية الإيرانية التي استهدفها القصف الأميركي في يونيو الفائت 'دمرت بالكامل'.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشيال'، السبت، إن 'المواقع النووية الثلاثة كلها في إيران دمرت بالكامل و/أو سحقت'.
كما أشار إلى أن الأمر 'سيستغرق سنوات قبل وضعها في الخدمة مجدداً.
وإذا ما أرادت إيران القيام بذلك، فمن الأجدى بها أن تبدأ من جديد، في 3 مواقع مختلفة'.
يأتي ذلك في حين كشف خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن تقييماً أميركياً جديداً خلص إلى أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في تموز دمرت موقعاً واحداً فقط من بين 3 مواقع نووية إيرانية.
وأوضح المسؤولون أن التقييم أظهر أن موقعاً نووياً إيرانياً واحداً فقط دُمر بشكل كامل، ما أدى إلى تأخير العمل فيه بشكل كبير.
فيما لفتوا إلى أن التقييم بيّن أن الموقعين الآخرين لم يتضررا بنفس القدر، وربما تدهورت حالتيهما لدرجة لن تسمح باستئناف التخصيب النووي خلال الأشهر القليلة المقبلة إذا أرادت إيران ذلك.
كما قال اثنان من المصادر إن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الهجوم على فوردو نجح في تأخير قدرات التخصيب الإيرانية في الموقع لمدة تصل إلى عامين.
إلى ذلك، ذكرت 'إن بي سي نيوز' أن ترامب رفض خطة عسكرية لشن ضربات أكثر شمولاً على البرنامج النووي الإيراني، والتي كانت ستستمر لعدة أسابيع.
وأضافت الشبكة الأميركية أن التقييم الجديد يقدم 'لمحة سريعة عن الأضرار التي سببتها ضربات واشنطن في خضم عملية جمع معلومات استخباراتية توقع مسؤولون بالإدارة استمرارها لأشهر'.
كما أردفت أنه من المتوقع أن تتغير تقييمات البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية بمرور الوقت. وقال اثنان من المسؤولين إن نتائج التقييم الجديد تشير إلى أضرار أكبر مما كشفت عنه التقييمات السابقة.
عراقجي: مستعدون للحرب.. ولا للمفاوضات
في السياق، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، السبت، أن بلاده لم تكن تريد الحرب لكنها كانت مستعدة لها.
وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة CGTN الصينية إن إيران لم يكن لديها 'أي خيار إلا ممارسة حق الدفاع عن النفس'.
كما وصف وقف النار مع إسرائيل بـ'الهش'، مضيفاً أن 'السبب واضح: لا يمكن الوثوق بأي وقف للنار' من قبل إسرائيل لأنها تملك 'سوابق سيئة جداً. لذلك نحن يقظون تماماً ومستعدون في حال تم خرق هذا الوقف'.
كذلك تابع قائلاً: 'لم نكن نريد هذه الحرب، لكننا كنا مستعدين لها. لا نريد استمرار هذه الحرب، لكنني أكرر: نحن مستعدون لها تماماً'.
أما عن المحادثات النووية، فشدد عراقجي أن طهران لن تستأنف المفاوضات مع أميركا ما لم تتأكد من جديتها الحقيقية في التوصل إلى اتفاق يحقق الفائدة للطرفين، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي الإيراني. وقال: 'لم نقتنع بعد باستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة'.
كما أضاف: 'أعتقد أن الهجوم الأخير على منشآتنا أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحل العسكري للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني غير موجود'.
كذلك تابع: 'لا يمكن أن يكون هناك حل فعال إلا من خلال المسار الدبلوماسي والتفاوضي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تخلوا عن طموحاتهم العسكرية، وعوضونا عن الأضرار التي ألحقوها بنا. عندها فقط، سنكون مستعدين للمشاركة في المفاوضات'.
فيما مضى قائلاً إن 'برنامجنا النووي مخصص فقط للأغراض السلمية، ونحن واثقون من ذلك بنسبة 100%'، مردفاً أنه 'ليس لدينا أية مشكلة في مشاركة هذا الاطمئنان مع الآخرين، لكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر التفاوض'.
طهران تهدد بإجراءين إذا زاد ضغط العقوبات
على صعيد متصل، أعلن الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، أن طهران قد تنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أو قد تبدأ بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى من 60% إذا زاد ضغط العقوبات عليها.
وقال رضائي في مقابلة مع وكالة 'تسنيم'، السبت: 'في الوقت الحالي، علقت إيران بشكل طوعي فقط تنفيذ البروتوكول الإضافي (بشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، وبقيت طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. لكن إذا استمر الضغط، فإن الانسحاب من المعاهدة، وتخصيب اليورانيوم فوق مستوى 60%، وإنتاج وتصدير أجهزة الطرد المركزي الحديثة وتوسيع التعاون النووي قد يكون على جدول الأعمال'.
كما أشار إلى أنه لا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة بالنسبة لإيران حتى لو قامت الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) بتنشيط آلية 'سناب باك' التي تتضمن استئناف جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد طهران 'لأن البلاد تخضع بالفعل لأقسى العقوبات الدولية'.