اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
السلاح الفلسطيني في لبنان وسورية وضع على طاولة 'المشرحة' مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى سورية في ١٨ ايار، وبعدها الى لبنان في ٢١ ايار. وحتى ذلك التاريخ، من المتوقع تصاعد الغارات 'الاسرائيلية' على قيادات وكوادر حماس والجهاد الاسلامي في مختلف المناطق اللبنانية، وكان آخرها صباح امس على حي الفيلات في صيدا، واستهداف احد كوادر حماس خالد أحمد الخالد في سيارته مما ادى الى استشهاده. وحسب مصادر فلسطينية، فان العدو 'الاسرائيلي' ومن خلال غاراته، يسعى الى تفعيل وتوسيع مساحة العداء بين حماس والجهاد الاسلامي والشعب اللبناني، وتحميلهما مسؤولية استمرار الغارات وعدم الاستقرار، وفرملة عودة الحياة الطبيعية، وضرب الموسم السياحي، لخلق بيئة لبنانية واسعة وضاغطة لتسليم السلاح الفلسطينن.
واكدت المصادر ان ما يطرح اليوم من حلول لمسألة السلاح الفلسطيني، ليس الا نسخة من الشروط التي حملها وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى دمشق عام ٢٠٠٣، وتتضمن اقفال مراكز حماس والجهاد الاسلامي والقيادة العامة وترحيل قياداتهم من سورية، وهذا ما رفضه الرئيس السابق بشار الاسد يومذاك، وادى الى بداية الحرب الكونية على سورية.
وتكشف المصادر عن قيام السلطات السورية بحملة اعتقالات واسعة، استهدفت الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة طلال ناجي وعددا من المساعدين، بالاضافة الى اعتقال خالد خالد مسؤول حركة الجهاد الإسلامي ومساعده في دمشق، وتم الافراج عنهم بعد انتهاء التحقيقات، وابلاغهم بان لامكان لهم في دمشق بعد اليوم، كما شملت المضايقات ايضا قيادات حماس دون طرد او توقيف احد حتى الآن.
وفي معلومات مؤكدة، ان قيادات حماس والجهاد الاسلامي والقيادة العامة وجميع الفصائل، سيرحلون من دمشق وستقفل مكاتبهم قبل عباس. بالمقابل ستشهد العلاقة بين دمشق ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتحديدا حركة فتح، مرحلة جديدة من الغزل والود، ستنهي كل ما اعترى العلاقات المتوترة بين آل الاسد وياسر عرفات خلال حكم حزب 'البعث العربي الاشتراكي'. وعلم ان اجتماعات دورية تعقد بين مسؤولين من حكومة الشرع وقيادات في منظمة التحرير الفلسطينية، لوضع خارطة طريق جديدة ومناقشتها واقرارها خلال زيارة عباس. ومن اهم بنود ورقة العمل، تولي منظمة التحرير أمور الفلسطينيين في سورية من مختلف النواحي، فالسلاح الفلسطيني في دمشق انتهى عمليا، ولا نشاط للفصائل التي كانت منضوية تحت خيمة النظام السابق .
بعد سورية، سينتقل عباس الى لبنان لبحث الحل في المخيمات وتسليم السلاح الفلسطيني، والاتفاق سيكون مشابها لما تم التوافق عليه بشان المخيمات في سورية، لكن الأمور في لبنان مختلفة جدا مع وجود السلاح الثقيل، والآلاف من العناصر المدربة مع عشرات القوى الارهابية المسيطرة على مناطق واسعة في عين الحلوة وتحديدا حي الصفصاف. هذا مع العلم، ان القوى الفلسطينية وفي مقدمهم القيادة العامة، سلموا جميع المواقع خارج المخيمات الى مخابرات الجيش اللبناني في قوسايا وفي انفاق حارة الناعمة وهي اكبر قاعدة عسكرية للفلسطينيين في لبنان، وقام الجيش 'الاسرائيلي' بعملية إنزال فيها اواخر الثمانينات لاعتقال احمد جبريل وباءت بالفشل، وقتل ٧ ضباط وجنود للعدو 'الاسرائيلي'.
وفي المعلومات، ان الاجتماعات بين مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، مع وفد حماس برئاسة احمد عبد الهادي كانت جيدة، وحماس سلمت الذين طلبهم الجيش بتهمة اطلاق الصواريخ وعددهم ٩، ٨ فلسطينيين ولبناني من ام فلسطينية، والمطلوب الأخير سلم امس.
وذكر ان احمد عبد الهادي اكد خلال الاجتماع التزام حركة حماس بالقوانين اللبنانية، والحرص على وقف اطلاق النار وما تقرره الدولة اللبنانية وتنفيذ القرارات، وعدم اطلاق الصواريخ من لبنان، وحماس تريد المعالجة بعيدا عن الإعلام لقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر. وعلم ان المعتقلين اعترفوا باطلاق الصواريخ، وانهم كانوا يخططون لعملية ثالثة، و قيادة حماس لم تكن على علم بالعمليات السابقة، التي جاءت بشكل افرادي ردا على ما يتعرض الشعب الفلسطيني.
وفي المعلومات ايضا، ان الاستعدادات الفلسطينية انطلقت لاستقبال عباس في ٢١ ايار، وعقد امس اجتماع فلسطيني موسع في السفارة الفلسطينية برئاسة السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور ، للبحث في ملفات الزيارة.
واشارت مصادر فلسطينية الى حساسية ملف السلاح، في ظل عدم الاتفاق مع الدولة اللبنانية على آلية تنفيذ الخطط المطروحة لملف السلاح، والقوانين التي تحكم عمل الفلسطينيين في لبنان داخل المخيمات وخارجها...
الاسئلة كثيرة ولا اجوبة بعد، بانتظار ما يحمله محمود عباس في جَعبته. والسؤال: هل من الممكن حل موضوع السلاح الفلسطيني في لبنان بمعزل عن الاوضاع الإقليمية؟ ماذا عن القوى الارهابية وكيف ستكون المعالجة؟ هل تستطيع قوات منظمة التحرير ضبط الامن ومعالجة ملف القوى الارهابية، والسيطرة على مناطق وجودهم؟ الامور مرهونة بخواتيمها، لكن الاوضاع خطرة جدا.