اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
أظهر الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري الأخير، أن النائب السابق فارس سعيد هو الشخصية المارونية الوحيدة التي تمتلك حيثية انتخابية، والتي لم تشارك في الانتخابات البلدية يوم الأحد الماضي، عبر تحالف مع الحزبين المسيحيين الكبيرين أي 'القوات اللبنانية' و 'التيار الوطني الحر'. وفي قراءة هادئة لمسار وخلاصات مشهد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان يوم الأحد الماضي، يتحدث سعيد لـ 'الديار'، عن أن 'معركة انتخابية قد حصلت على أرض الواقع في قرطبا في جرد جبيل، حيث حصل اصطفاف كبير بين الأحزاب المسيحية كافة من 'قوات' و 'كتائب' و 'تيار وطني حر' والنائب نعمت افرام والنائبة السابقة مهى أسعد وفادي روحانا صقر وفادي مارتينوس، الذين تجمّعوا في لائحة واحدة ضد اللائحة التي أدعمها، حيث فزت بأربعين في المئة من الأصوات مقابل 60 في المئة للائحة المنافسة'.
أما بالنسبة لانتخابات العاقورة، يضيف أن 'اللائحة التي أدعمها قد فازت ب8 أصوات مع رئيس البلدية، وفي بلدة المجدل أيضاً حقّقت اللائحة المدعومة منا الفوز بنسبة مئة في المئة، وفي بلدات عبود ـ مزرعة السياد أيضاً فازت اللائحة كاملة، والمنصف بالتزكية مع رئيس البلدية، وفتري 9 مقابل صفر لمصلحتنا، وفي حالات حصلت معركة كبيرة، إنما أتى الفوز لمصلحتنا'.
وعن انعكاس هذه النتائج على رئاسة اتحاد البلديات في جبيل، يكتفي بالقول: 'إنه شأن بلديات المنطقة'.
وعما إذا كانت السلطة قد حقّقت إنجازاً من خلال إتمام الانتخابات البلدية، يعتبر أن 'الإنجاز الأهم الذي تحقّق في هذا الإطار، هو إنجاز الاستحقاق بحدّ ذاته في موعده الدستوري، وسلامة العملية الانتخابية على المستويين الإداري والأمني، وهذا إنجاز لمصلحة الرئيسين جوزيف عون ونوّاف سلام ووزير الداخلية في هذه المرحلة بالذات'.
وحول من فاز ومن خسر في انتخابات جبل لبنان، يقول إنه 'في الخلاصة السياسية يبرز عنوانان: العنوان الأول هو أن حزب الله أراد أن يوجّه رسالة مفادها بأنه، وعلى الرغم من الخسارة التي تعرّض لها في العامين 23 و24، فهو لا يزال يحظى بتأييد غالبية الشيعة، وهو ما تحقّق وأثبتته الانتخابات البلدية في جبل لبنان، فيما العنوان الثاني هو أن 'القوات' حاولت أن تقول إن 'التيار الوطني الحر' قد انهار وبإمكانها الحلول محله، إلا أن هذا لم يتحقّق سوى أمكنة محدّدة، فـ 'القوات' فازت في جبيل بالتكافل والتضامن مع النائب زياد حوّاط، وفي كسروان حصل حلف انتخابي يشبه الحلف الأطلسي، والأمر نفسه أيضاً في الجديدة، فيما فاز التيار في العقيبة ودير القمر. ولكن هنا، يجب الاعتراف بأن للانتخابات البلدية معايير تختلف عن الانتخابات النيابية'.
وعمّا إذا كانت العائلات قد ذابت في الأحزاب في استحقاق جبل لبنان، ينفي سعيد هذا الأمر، مؤكداً أن النتائج أثبتت أن العائلات ما زالت تتمتع بوزن أكبر من الأحزاب في الانتخابات البلدية والاختيارية، ومن المؤكد أن الحسابات البلدية تختلف عن الحسابات النيابية، ولكن على الأقلّ فقد دلّت الانتخابات في جبل لبنان على حضور كل طرف، وبغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، فهناك أطراف تمتلك الحضور، ولكنها ذهبت باتجاه اللجوء إلى تكتلات كبرى كيلا تتحمّل مسؤوليات الربح والخسارة، وهذا ما لم أمارسه في قرطبا، ورغم خسارتي فقد عملت على تثبيت أقلامي'.