اخبار لبنان
موقع كل يوم -ليبانون ٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
برعاية وحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ووزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، شهدت بلدة شانيه ندوة ثقافية وطنية بعنوان 'الشراكة الروحية الوطنية – مظلة الإصلاح والإنقاذ'، نظّمها 'الملتقى الثقافي والاجتماعي لجرد عاليه والجوار'، على مسرح مبنى جمعية النهضة الاجتماعية الخيرية.
بدوره، استهل الوزير غسان سلامة كلمته بنقل تحيات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مشيدًا بأهمية التنوع الثقافي الذي شكّل للبنان دورًا رياديًا في صياغة معاهداته الدولية، نتيجة تجربته العميقة في إدارة التعددية. وأكد أن الحوار ليس نقيض الاقتتال كما يُشاع، بل هو 'قتال مع الذات' لتقبّل الآخر المختلف والتأثر به.
تطرق سلامة إلى العقود الخمسة الماضية التي شهدت تنافرًا وتقاتلًا إلى جانب محاولات متكررة للتفاهم، مشيرًا إلى أن اتفاق الطائف كان محطة مهمة في هذا المسار. لكنه حذر من تراجع نفوذ الدولة لصالح مصالح فئوية متجذرة ملأت الفراغ، خصوصًا في قطاعات حيوية كالمصارف، الكهرباء، والنفايات.
وأكد أن الإصلاحات تصطدم بهذه المصالح الضيقة، داعيًا الدولة إلى التحلي بالجرأة لمواجهتها. وأشار إلى قرارات اتخذتها الحكومة الحالية مثل رفع السرية المصرفية واستعادة السيطرة على الشواطئ كخطوات نحو استعادة الدولة لسلطتها.
واعتبر أن بناء البنية التحتية وحده لا يكفي، بل يجب إعادة بناء 'البنى الفوقية' من قيم ومفاهيم وثقافة جامعة تعيد اللحمة بين مكونات المجتمع، مؤكدًا أن الثقافة هي الأداة الأهم لتحقيق هذا الهدف.
وفي الشق الإقليمي، أشار إلى المخاطر الآتية من محيط مضطرب، من الوضع السوري إلى المجازر في غزة، معتبرًا أن استقرار لبنان يحتاج إلى مناعة داخلية في وجه الصراعات الإقليمية، والطروحات الشعبوية، داعيًا إلى تنفيذ القرارات الدولية والإصلاحات البنيوية لبناء دولة قوية ومجتمع متماسك.
وختم بدعوة إلى شراكة روحية وثقافية صادقة تعترف بأن الحوار، وإن كان شاقًا، هو الطريق إلى إنقاذ الذات والوطن.