اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
في زمنٍ يشتدّ فيه الضّباب أمام طلّاب لبنان الباحثين عن طريقٍ واضحٍ نحو مستقبلٍ أكاديميٍّ واعد، تشرق مبادرة الدّكتورة ريم حجيج كنبض أملٍ يضيء الدّرب من الجنوب إلى سائر أنحاء الوطن.
من صور، المدينة الّتي تجمع بين عبق التّاريخ وروح التعلّم، تمضي الباحثة الأكاديمية والمحاضِرة في جامعات ألمانيا وسفيرة المجلس اللّبنانيّ الألماني للثّقافة بخطى واثقة، مستكملةً مبادرتها التّوجيهيّة الّتي انطلقت قبل نحو ستة أشهر في مدارس النّبطيّة وبيروت، ومؤمنةً بأنّ التّعليم لا يعرف حدودًا حين تقوده الرّؤية والإرادة.
تهدف هذه المبادرة إلى تزويد طلّاب المرحلة الثّانويّة بخارطة طريق عمليّة لمتابعة الدّراسة الجامعيّة في ألمانيا، وتعزيز استعدادهم الثّقافيّ والنّفسيّ للاندماج في بيئات أكاديمية متقدّمة. وقد شملت الجولة الأخيرة مدارس قدموس والإنجيليّة واللّيسّيه حناويه وثانويّة عيتيت، حيث عقدت الدّكتورة حجيج لقاءات مباشرة مع الطّلّاب، أثمرت حوارًا تربويًّا حيًّا رسّخ الثّقة المتبادلة والتّعاون العمليّ مع الإدارات التّعليميّة. وكانت '(صور)' محطّة محوريّة بما تمثّله من مركز تربويّ نشط، واتّساع دائرة المستفيدين فيها من مختلف قرى القضاء.
وانسجامًا مع الواقع الاجتماعيّ في صور، الّتي شهدت في الأعوام الأخيرة حركة سفر واسعة ورغبة متزايدة لدى شبابها في متابعة الدّراسة في الخارج، جاءت هذه الخطوة لتضع بين أيدي الطّلّاب رؤية واضحة وخيارات مدروسة، وتفتح أمام المنطقة فرصة لتحويل هذا التّوجّه الأكاديميّ إلى قيمة مضافة تسهم في تنمية المجتمع بالخبرة والمعرفة.
وقدّمت الدّكتورة ريم خلال اللّقاءات خلاصة إرشاديّة مكثّفة رسمت للطّلّاب مسارًا متكاملًا يبدأ من مقاعد المدرسة في لبنان وصولًا إلى الحياة الجامعيّة في ألمانيا، مركّزةً على أهمّيّة الإعداد المعرفيّ واللّغويّ والتّخطيط المتوازن للمستقبل. واتّسمت اللقاءات بتفاعل لافت وتنوّع في الأسئلة، دعمته الدّكتورة بتجارب شخصيّة وأمثلة حيّة جعلت من الطّموح خطّة قابلة للتّنفيذ والتّقويم.
وفي ختام اللّقاءات، نظّمت مسابقة تفاعليّة وُزّعت في نهايتها جوائز رمزيّة تقديرًا لتميّز الطّلّاب.
هذه المبادرة، الّتي تنبثق من التزامٍ مهنيّ وأخلاقيّ رسّخته الدّكتورة حجيج عبر مسيرتها الأكاديميّة في جامعات ألمانيا وخبرتها في الإرشاد العابر للثّقافات، تعكس قدرةً على تحويل الخبرة النّظريّة إلى أثرٍ واقعيٍّ ملموس، وإيمانًا راسخًا بأنّ التّعليم رسالة تُمارس بروح القيادة والمسؤوليّة.
وغادرت الدّكتورة ريم 'صور' وهي تحمل التزامًا بمواصلة هذا المسار في مختلف المحافظات اللّبنانيّة، عبر تنظيم محطّات جديدة، والتّعاون مع المدارس والأهالي والمستشارين التّربويّين، لترسيخ جسور التّواصل بين المدرسة والجامعة، وتثبيت دور الإرشاد في توجيه قرارات الطلاب.
إنّ مثل هذه المبادرات تومض في المشهد اللبناني كنبضٍ فاعل يعيد للمعرفة دورها في بناء الوطن. فعندما تلتقي الخبرة بالإرادة، تتحوّل الفكرة إلى فرصة، ويغدو التّعليم جسرًا مفتوحًا نحو المستقبل، تنهض على سواعده أجيال قادرة على المنافسة والابتكار واستعادة طاقة النهوض.











































































