اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
بيروت ـ جويل رياشي
في ظل الظروف الاقتصادية والصحية المتغيرة في العالم، يبرز نمط متزايد بين المغتربين اللبنانيين الذين باتوا يخصصون جزءا من عطلاتهم في لبنان لتلقي العلاجات الطبية على أيدي أطباء لبنانيين. هذا الاتجاه لم يأت من فراغ، بل يعكس ثقة هؤلاء المغتربين بالمستوى الطبي المحلي، وتقديرهم للخبرات المتراكمة في القطاع الصحي اللبناني على رغم التحديات.
في هذا الإطار، يؤكد الدكتور شادي شويري، جراح في طب الأسنان واختصاصي زراعة الأسنان، أن «نسبة السعر مقارنة بالجودة في الرعاية في لبنان جيدة جدا». ويشير الطبيب، الذي يستقبل نسبة عالية من المرضى اللبنانيين المغتربين لتلقي العلاج في عيادته في انطلياس، إلى هذه الممارسة «الموسمية» التي تبلغ الذروة في فصل الصيف وكذلك في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة.
ويعزو شويري هذه الظاهرة إلى ثلاثة أسباب: «أولا الثقة والعلاقة التي تبنى بين الطبيب اللبناني ومريضه وسهولة الوصول إليه واستشارته عبر الهاتف. ثانيا الجودة في العمل وفي التجهيزات التي ننافس بها أطباء أوروبا وأميركا. وثالثا الكلفة التي هي أقل بكثير من أميركا وبقليل من أوروبا مع خدمة أفضل».
وعما إذا كان يعامل مرضاه المغتربين معاملة مختلفة، يقول: «من ناحية الاهتمام، نعم نحن مضطرون ان نخصص لهم مواعيد طويلة ومتتالية لأنهم محكومون بأيام محددة، حتى اننا نضطر أحيانا إلى تأجيل مواعيد غير مستعجلة لتمرير مواعيد المغتربين». وهل تتقاضون مقابل ذلك أجرا أعلى؟ يجيب: «كلا، أنا شخصيا الاسعار لدي ثابتة ومتساوية للجميع. يحدث ان «أساير» بعض المرضى، ولكن ليس المغتربين لأنهم يحصلون على الرعاية بصورة مستعجلة».
من جهتها، تقول ريتا كساب التي تعيش في المملكة العربية السعودية منذ 20 سنة: «نحن نثق ونفتخر بالأطباء اللبنانيين وليس لدينا غنى عنهم، ونستشيرهم عندما نواجه مشاكل صحية معقدة. نحب دائما ان نأخذ رأي طبيب لبناني كرأي ثان، علما اننا نثق أيضا بالأطباء هنا في الرياض حيث العديد من الكفاءات الطبية أيضا». وتضيف: «هناك دائما مواعيد طبية على روزنامة العطلة في لبنان وخصوصا لدى طبيب الجلد والطبيب النسائي». وأشارت أيضا إلى اطباء التجميل «الذين نقصدهم في لبنان حيث الأسعار أقل والخدمة والجودة ممتازتان».
تتوافق ز. ج. المقيمة أيضا في السعودية الرأي مع كساب بحيث تؤكد أنها تشعر بارتياح أكبر في التعامل مع الأطباء اللبنانيين، معددة أسماء مشهورة ومقصودة، على رغم وجود العديد من الأطباء الاكفاء في الرياض. وتقول انها تنتهز عطلها مع العائلة في لبنان لاستشارة أطباء الجلد والتجميل والعيون والطبيب النسائي خصوصا وحتى طبيب العظام لجميع افراد العائلة.
اما بيغي قربان التي تعيش حاليا في كندا، فتقول انها حجزت موعدا منذ الآن لشهر يناير 2026 عند طبيب الأسنان لإجراء روتيني يتعلق بنظافة الأسنان، مشيرة إلى ان «أطباء الأسنان في كندا لا يعطون مواعيد قريبة الا في الحالات الطارئة، والأسعار مرتفعة والمواعيد دائما «مفولة». وكذلك الحال بالنسبة إلى بقية الأطباء أيضا، الجميع يخضع لنظام الأولوية التي يحددها الطبيب العام او ما يعرف بطبيب العائلة». وتؤكد قربان انها تفضل حجز المواعيد غير المستعجلة في لبنان خصوصا لدى الطبيب النسائي وطبيب الجلد... وتشدد على سلاسة إرفاق كافة المعاينات الطبية في لبنان بالفحوص اللازمة والصور الشعاعية فورا، في حين ان ذلك يتطلب وقتا أطول في كندا.
ويؤكد طبيب التجميل الدكتور أحمد العنيسي من جهته ان «المغترب يحسبها جيدا لجهة تمضية العطلة السنوية في لبنان بين الأهل والاصدقاء، وإجراء ما يحتاجه من عمليات تجميل، بكلفة توازي ما يدفعه ثمنا للعملية في دول القارة الأميركية وكذلك في أوروبا أي ان ثمن عملية التجميل في اميركا يغطي العملية والإقامة في لبنان. ولا يسقط المغتربون من حساباتهم النوعية والسمعة الجيدة للقطاع الصحي في لبنان». ويتابع: «في الصيف ترتفع وتيرة العمل، علما اننا نشهد على مدار العطل السنوية (الميلاد وعيدي الفطر والأضحى) حجوزات مسبقة من المغتربين، مع تسجيل تراجع الرغبة في الخضوع للعمليات الجراحية صيفا، لعدم خسارة موسم البحر وغيره. وأشير هنا إلى تفضيل المقيمين في الخليج إجراء جراحات التجميل هنا في لبنان، لأسباب تتعلق ايضا بالخصوصية».
وختم عنيسي مشيرا إلى «زحمة مواعيد تفرض تنسيقا مع المستشفيات وضغطا في العيادات الخاصة. ويقينا، لا يقل العمل الطبي عن ضرورة التنسيق في تلبية حاجات المرضى لجهة احتساب الوقت وتقديم الأفضل لتكون العطلة مميزة من الناحيتين الصحية والاجتماعية».