اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
وقّع الدكتور عامر جلول كتابه «صراع الهويات والجدل التاريخي» في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في مركز سي سايد أرينا على الواجهة البحرية بيروت وتم التوقيع في جناح دار المقاصد للتأليف والنشر.
يُعدّ هذا الكتاب محاولة فكرية لقراءة أزمة الهوية في الشرق الأوسط، باعتبارها مشكلة بنيوية تفاقمت بفعل الحداثة والاستعمار، لا أزمة عابرة ناتجة عن اختلال سياسي أو اقتصادي فحسب.
ينتقد المؤلف السرديات التقليدية في تفسير التاريخ، ويرى أن الصراع لم يكن طبقياً كما طرحه الماركسيون، ولا مجرد حرب مصالح كما يقول النفعيون، بل هو صراع هُويّاتي في جوهره، يتجلّى عبر الجدل العميق بين الشعوب والثقافات.
يركّز الكتاب على أن الهوية تُصاغ داخل نظام معرفي مركّب من أربعة عناصر: العائلة، المجتمع، المدرسة، والعولمة. ويقدّم قراءة مغايرة يعتبر فيها أن الإسلام، في بنيته العميقة، يحمل مفاهيم الحداثة، والديمقراطية، والعلمانية، لكن هذه المفاهيم تم احتكارها وتسييدها غربياً كنموذج أحادي.
يناقش المؤلف مفهوم «الهوية المتخيّلة» كما طرحه بندكت أندرسن وعزمي بشارة، ويُسقطه على الحالة الإسرائيلية، التي يراها هوية مصطنعة قائمة على سرديات دينية مفبركة تهدف إلى إنتاج تماسك زائف.
يربط الكاتب بين الهوية والدولة والسلطة والمجتمع، ويُفسّر فشل الدولة الحديثة في الشرق الأوسط كنتيجة لمحاولات استنساخ النماذج الغربية دون مراعاة للخصوصيات التاريخية والمعرفية في المنطقة.
وفي هذا السياق، يطرح مفهوم «سلّم الهويات» كآلية تنظّم العلاقة بين الهويات الفرعية، لتتكامل ضمن هوية وطنية جامعة لا تتعارض مع المكوّنات الثقافية والدينية.
وفي مقاربته للبنان، يرى أن أزمته بنيوية بالدرجة الأولى، ترتبط بمسائل الهوية، وكتابة التاريخ، وأزمة الطائفية والديمقراطية، ويقترح تصوراً بديلاً يعالج أزمة الهوية من خلال عناصر فلسفية واجتماعية وسياسية. كما يدعو إلى الانتقال من الديمقراطية التوافقية إلى الديمقراطية النسبية، باعتبارها المدخل الحقيقي لبناء دولة مدنية وتكوين عقل لبناني جديد.