اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٧ أذار ٢٠٢٥
في خطوة لافتة لم يعتد اللبنانيون عليها من قبل مسؤول سياسيّ، يقوم رئيس الحكومة نواف سلام بحركة سياسية واضحة، حيث يتنقّل من جنوب لبنان إلى شماله سعياً إلى تحقيق الكثير من وعوده في البيان الوزاري، وليست زيارته الأخيرة إلى منطقة طرابلس وعكار، وتحديداً مطار القليعات، إلا تفعيلاً لدوره وإشعاراً بأهمية تفعيل الأمل بتنمية المناطق المحرومة. خطوة سلام على أهميتها ترافقت مع تعهّد بمقترحات تنموية كبيرة بعد ثلاثة أشهر، وإصرار واضح على تفعيل العمل بمطار القليعات خلال عام من اليوم، وهي خطوة تكتسب أهمية سياسية أمنية واقتصادية كبيرة وتشكل مطلباً لبنانياً واسعاً.
فهذا المطار هو ضرورة لكل اللبنانيين، المقيمين والمغتربين، بالإضافة إلى الخليجيين الذين يتوقون لزيارة لبنان، وهم خائفون من موقع مطار بيروت الجغرافي وغير الآمن بالنسبة اليهم، حيث يرون في مطار القليعات بيئة جغرافية حاضنة وهمزة وصل بين الشمال اللبناني والأراضي السورية. أما رجال الأعمال المقتدرون، القادرون على استخدام طائراتهم الخاصة أو حتى التنقل بالمروحيات تجنباً لزحمة السير بين بيروت والبقاع، وأذكر هنا أنني، وفي خضم الحرب الأهلية سافرت شخصياً من مطار القليعات إلى مطار بيروت في رحلة استغرقت عشرين دقيقة، كانت كفيلة بوصولي سالماً مع آخرين إلى مطار بيروت، وبعدها غادرت لبنان إلى موسكو.
وبما أنني ابن الشمال اللبناني والعالم بجمال طبيعته، فإنني أؤكد أن مطار القليعات سيجذب العديد من اللبنانيين وغير اللبنانيين إلى اكتشاف سهل عكار وبحرها الجميل، كما سيعزز السياحة في طرابلس والكورة وشكا والأرز والضنية ومناطق الشمال اللبناني كافة، التي عانت من حرمان اقتصادي واجتماعي وثقافي على مدى سنوات وسنوات. افتتاح مطار القليعات، وعلى أهميته، يجب أن يكون بالتوازي مع توسيع مرفأ طرابلس والموانئ في المنطقة، ليس فقط لاستقبال السفن التجارية بل أيضاً لتصبح مجهّزة لاستقبال السفن السياحية، لأن مع افتتاح المطار يصبح الشمال على الخارطة السياحية في المنطقة، ما يعزز حركة السياحة عن طريق البحر في منطقة المتوسط على غرار جزر الكاريبي ومعظم دول أوروبا، خصوصاً أن الشمال اللبناني يحظى بحصة الأسد من شمس لبنان وهي لا تغيب عن الشمال إلا في فصل الشتاء.
كل هذا يُسجّل في مصلحة رئيس الحكومة نواف سلام الذي يعاني من محاولات مغرضة لضرب نشاطه، وقد حاول «الميقاتيون» إفشال زيارته إلى الشمال لكنهم لم ينجحوا، كما حاولوا مع آخرين من حوالى أسبوعين بضرب طموحاته الإصلاحية، من خلال اجتماعات سياسية غير بريئة. من هنا علينا جميعاً العمل على دعم سلام لأن الجميع بات يعلم أن أي محاولة للاستثمار في الشمال اللبناني، تُقابل بهجوم سياسي من مافيا السلطة والفساد في لبنان.