اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أشارت وزير التربية ريما كرامي، إلى أنّ 'وزارة التربية في لبنان تتحمّل مسؤوليّة استثنائية في مرحلة حسّاسة من تاريخ الوطن، حيث تتنازع السرديات، وتضعف الثقة بالدولة، وتتهدّد قيم العيش المشترك'.
كلام كرامي جاء خلال رعايتها مهرجان الاستقلال الذي نظمته بلدية راشيا في قلعة راشيا.
وقالت إنّ 'واجبنا كان أن نعيد من خلال التربية السردية الوطنية الواحدة، تلك التي تجمع اللبنانيين، وتعيد الاعتبار لفكرة الدولة الحاضنة الجامعة، دولةٌ تتجاوز الانقسامات، وتفتح أمام أبنائها مساحة آمنة لعيش كريم يقوم على القانون والصالح العام'.
وأضافت كرامي: 'في قلب هذا الحلم، تقف وزارة التربية والتعليم العالي أمام مسؤوليّة وطنيّة كبرى. ففي كلّ بلد يسعى لصون استقلاله، تكون التربية حارس وجدانه الجماعي، والدرع الذي يحمي هويّته من التشظّي. هي الجهة التي يُناط بها بناء المواطن لا المتعلّم فقط، وترسيخ الحسّ الوطني لا نقل المعرفة فحسب. وفي مؤسساتها تُصاغ السياسات التي ترسم مستقبل الوطن، وفي مدارسها تتكوّن القيم، وتُغرس البذور الأولى للمواطنة'.
وأوضحت أنّ 'في قلب هذه الرؤية تبرز المدرسة الوطنية بوصفها النموذج الأسمى لما نريده للتربية في لبنان، مدرسة تحمل صفة الوطنية في معناها العميق، وطنية في رسالتها، في تنوّعها، في شراكتها، وفي انفتاحها على مجتمعها'.
وتابعت كرامي: 'هي المدرسة التي تُجسّد رؤية التربية 2030 التي أطلقناها، رؤيةً تقوم على سبعة مجالات مترابطة: تعليم نوعي، قيادة تربوية فاعلة، بنية تحتية عصرية، رقمنة تربوية، تعليم دامج وشمولي، تعاون مع المجتمع المحلي، وشراكات مع الجامعات ومؤسسات البحث والتطوير. مدرسة تُنصف كل طفل وطفلة، وتفتح أبوابها أمام الجميع دون تمييز؛ تربط المتعلم ببيئته ومجتمعه؛ وتستثمر في التكنولوجيا كجسر للمعرفة لا كترف. مدرسةٌ يدعمها مكانٌ آمن يربّي كما يعلّم، ويمنح الطالب شعور الانتماء والقدرة على الإبداع'.
وأضافت كرامي: 'لا أخفي عليكم أنّ وجودي اليوم بين هذا الجمع الذي يضم مدارس وثانويات من مختلف مناطق الوطن، أعاد إليّ اليقين بأنّ المدرسة الوطنية ليست حلما بعيدا، بل حقيقة بدأت تنفض عنها غبار الأزمة، وتستعيد دورها كمنارة تغيير وبناء'.
وشددت على 'أننا نسعى لتأسيس ركيزة الدولة الحديثة، وكل مسار إصلاحي، مهما كان ضروريا، لا بد أن يرافقه بعض الألم والتضحيات. فالحياة نفسها تولد من رحم الألم'.
وقالت: 'نحن أمام قرارات قد لا تبدو شعبية، لكنها ضرورية لحماية المدرسة الرسمية وضمان استقرارها، وملف المنتدبين واحد من هذه القرارات التي تهدف إلى سدّ الفراغ الذي خلّفه انتقال جزء من الملاك إلى التعليم الثانوي، وتخفيف الأعباء المالية، وإعادة تشكيل مجالس المدارس بشكل سليم، والعودة إلى أداء تعليمي مستقر. وفي الوقت نفسه، نحن متفهمون تماما لواقع بعض الثانويات وحاجتها الملحّة لبعض المنتدبين. لذلك سنجري دراسة دقيقة لكل طلب، انطلاقًا من معايير تربوية واضحة تُقدّم مصلحة التلامذة والتربية فوق أي اعتبارات خاصة أو ضيقة'.
وتابعت كرامي: 'اجتماع كهذا يحمي وجدان لبنان من الانقسام، ويمنح أبناءه ذاكرة مشتركة ورواية واحدة لوطن واحد، وأنتم، يا طلاب لبنان، حَمَلةُ راية الأمل في مستقبل أكثر تماسكًا وعدلًا. وما تجديد المناهج، إلا تعبير عن التزامنا أن تعكس هذه المناهج تاريخًا وطنيًا مشتركًا، وأن ينتقل تعليم المواطنة من الكتب إلى السلوك والممارسة، وأن يمتلئ المعلّمون بالمعرفة والمهارات التي تجعلهم رسلًا للانفتاح والعقلانية والحوار. وهكذا يتحقق التكامل بين الممارسة والمصدر، ونقترب من الهدف الذي نسعى إليه'.
وألقى رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي كلمة قال فيها: 'نحن اليوم نحلم بجيل المستقبل، وكلنا أمل بوزيرة التربية والتعليم وبسياساتها التربوية الحكيمة لاستعادة دور لبنان التربوي، فمن هذا الصرح التاريخي ورمزيته الوطنية حيث سطر رجالات الدولة في ٢٢ تشرين ثاني ١٩٤٣ ملحمة بطولية فكان الاستقلال، وها هي قلعة راشيا على قاب قوسين وأدنى من افتتاح متحف الاستقلال لتصبح من أهم المعالم السياحية والثقافية في لبنان'.
ومن جهته، تحدث رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ نظام مهنا فرحب بالجميع في 'راشيا الوادي بلدة القيم الوطنية والعطاء، بلدة الاستقلال'، وقال: 'إن حضور وزيرة التربية بيننا اليوم، هو دعم واضح لمسيرة التربية التي لا تقوم على التعليم فحسب، بل على بناء الشخصية الوطنية وتعزيز قيم الانتماء للأرض والمجتمع، فهذه هي الركائز الأساسية لبناء الإنسان الفاعل'.
وألقى عضو كتلة 'اللقاء الديمقراطي' النائب وائل أبو فاعور كلمة توجه فيها إلى الوزيرة كرامي بالقول: 'نقدر زيارتك لراشيا، فنحن نفتخر بك ونشكر لك محبتك لكل طلاب لبنان. كما نشكر لك رعايتك هذا اللقاء الواسع'.
وأضاف: 'هذا يوم للفرح وللاستقلال وللتعليم وللتربية، هذه المسيرة التي نرعاها برمش العين في لبنان، فتحية الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام والجيش اللبناني وكل طلاب لبنان، أنتم الأمل والمستقبل، شكرا لبلدية راشيا ولاتحاد البلديات ومنسقة النشاط فريال صعب وكل الحضور'.











































































