اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
في عالمنا المعاصر، يتزايد التهديد البيئي بسبب التلوّث، ومن أخطر مظاهره ظهور جزيئات الميكروبلاستيك، وهي جزيئات بلاستيكية دقيقة لا يتجاوز حجمها 5 مليمترات.
هذه الجزيئات تغلغلت في تفاصيل حياتنا، بدءاً من مياه الشرب ووصولاً إلى بعض أنواع الطعام والمأكولات البحرية. وعلى رغم من أنّها غير مرئية للعَين المجرّدة، إلّا أنّ تأثيرها الصحي المحتمل مقلِق، خصوصاً مع تراكمها في الجسم على المدى الطويل.
الميكروبلاستيك لا يقتصر ضرره على البيئة، بل يمكن أن يحمل معه مواد سامة كالمعادن الثقيلة والمبيدات، ما يزيد من مخاطره الصحية. وعند دخول هذه الجزيئات إلى الكائنات البحرية أو النباتية، فإنّها تتراكم في السلسلة الغذائية وتصل في النهاية إلى الإنسان.
وسط هذا التحدّي، برزت التغذية كأحد الأساليب المبتكرة للتخفيف من تأثير الميكروبلاستيك، إذ أظهرت دراسة أجرتها الجمعية الكيميائية الأميركية عام 2025 نتائج واعدة باستخدام مكوّنات غذائية طبيعية مثل الحلبة والبامية.
في إطار الدراسة، اختبر الباحثون مستخلصات من هذَين النباتَين لتنقية المياه من الميكروبلاستيك، وحققوا نتائج مذهلة:
- أزالت الحلبة ما يقارب 89% من الجزيئات من المياه الجوفية خلال أقل من ساعة.
- تمكّنت البامية من التخلّص من حوالى 80% من الميكروبلاستيك في مياه البحر.
- وعند دمج الحلبة والبامية، وصلت نسبة التنقية في المياه العذبة إلى 77%.
يعتمد عمل هذه النباتات على آلية تُعرف بـ»الربط الجسري»، إذ ترتبط البوليمرات النباتية بالجزيئات البلاستيكية الدقيقة لتسهيل ترسيبها وإزالتها من الماء. وتُعدّ هذه الطريقة بديلاً طبيعياً وآمناً للمواد الكيميائية المستخدمة تقليدياً.
الحلبة والبامية، المعروفان بقيمتهما الغذائية، أثبتا فعاليّتهما البيئية أيضاً. فالحلبة تساهم في تنظيم السكر في الدم وتحسين الهضم، بينما تحتوي البامية على مضادات أكسدة وفيتامين C، ممّا يدعم جهاز المناعة ويُقلّل الالتهابات.
تؤكّد هذه النتائج أنّ المكوّنات الطبيعية التي نستهلكها يومياً قد تحمل حلولاً بيئية فعّالة. ففي مواجهة تلوّث الميكروبلاستيك، يمكن للغذاء أن يتحوّل من مجرّد وسيلة للتغذية إلى أداة لحماية صحّتنا وكوكبنا.