وزير الدفاع الإيراني لنظيره السوري: طهران مستعدة للنهوض بمستوى القدرات الدفاعية والردعية لدمشق

استقبل وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا آشتياني، السبت، في طهران وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس وبحث الجانبان قضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي اللقاء ذكّر وزير الدفاع الإيراني بزيارة رئيس الجمهورية السید إبراهيم رئيسي إلى سوريا وزيارة رئيس الوزراء السوري إلى طهران وعقد اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي دورتها الـ15، وقال إن 'التطورات الإقليمية وأهمية العلاقات بين البلدين تتطلب من الجانبين التشاور بشكل مستمر'.

وأشار العميد محمد رضا آشتياني إلى ظروف المنطقة الحساسة والمعقدة، وأضاف أن استشهاد أكثر من 30 ألف شخص واصابة أكثر من 70 ألف آخرين بجروح في غزة لم يكن ليحدث لولا دعم أميركا وصمت المنظمات الدولية وللأسف تقاعس بعض الدول العربية والإسلامية.

وأوضح الوزير الإيراني أن الكيان الصهيوني يواصل جرائمه في غزة من خلال تصعيد التوترات في المنطقة وتحويل الرأي العام نحو هذه التوترات، وأوضح أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلا في تحمل مسؤوليتهما الدولية عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال، ولكن من المؤكد أن الكيان الصهيوني لن يحقق أياً من أهدافه في غزة.

وضمن إدانته للغارات الجوية التي يشنها الكيان ضد سوريا وانتهاك وحدة الأراضي السورية، قال العميد محمد رضا آشتياني إن هذا الكيان الشرير وبذريعة مواجهة محور المقاومة، يسعى إلى تدمير البنى التحتية مثل المطارات والموانئ وكذلك قوافل الوقود والغذاء، جازماً بأن 'لا شك ان هذه الهجمات ناجمة عن هلع الكيان الصهيوني وفشله'.

ورأى الوزير الإيراني أن النقطة المهمة والاستراتيجية في التصدي لهجمات الكيان الصهيوني الوقح هي خلق الردع، لذا فإن الإجراءات والخطط الضرورية والعاجلة لمنع غطرسة هذا الكيان مدرجة على جدول الأعمال.

وتطرق العميد محمد رضا آشتياني إلى تواجد القوات الأميركية في سوريا، مؤكداً أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا هو احتلالي وغير قانوني وغير مبرر، وهو ينتهك بشكل واضح القواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومبادئهما، وأدى الأداء المدمر في منطقة غرب آسيا، وخاصة في سوريا، إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن وتشريد ملايين السوريين.

وأوضح الوزير الإيراني أنه منذ بداية عملية طوفان الأقصى، تسببت الولايات المتحدة في مقتل المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني من خلال إرسال أسلحة ومعدات من قواعدها في المنطقة إلى تل أبيب، ومن ناحية أخرى، من خلال مهاجمة مواقع قوى المقاومة في المنطقة، وخاصة في سوريا، تتطلع إلى زيادة التوتر في منطقة غرب آسيا برمتها.

وقال العميد محمد رضا آشتياني إن أي خطأ ومغامرة استراتيجية من جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ستؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة.

وكشف الوزير الإيراني عن أن 'وزارة الدفاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما وقفت إلى جانب سوريا في إطار الحرب ضد الارهاب وفق استراتيجية بعيدة المدى فهي الآن مستعدة لاستخدام كافة قدراتها وصلاحياتها للوقوف إلى جانب الحكومة، للنهوض بمستوى القدرات الدفاعية والردعية لسوريا'.

وخلص العميد محمد رضا آشتياني إلى التأكيد على ضرورة تعزيز ودعم القدرات الدفاعية السورية وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية.

وفي هذا اللقاء، صرح العماد علي محمود عباس، بأن التطورات في غزة، إلى جانب استشهاد أهل غزة المظلومين، أظهرت العديد من القضايا، بما في ذلك الطبيعة الخاوية لقوة جيش الاحتلال، وأضاف أن أحداث غزة كشفت عن الوجه الحقيقي والمزيف لأمريكا والغرب أمام الرأي العام.

وأوضح الوزير السوري أن دعم أميركا للكيان الصهيوني يعود إلى الخوف من إسقاط هذا الكيان، وقال إن أميركا أدركت مدى ضعف أسس هذا الكيان بعد بدء الحرب مباشرة.

وتابع العماد علي محمود عباس أن عندما فشل الكيان الصهيوني القاتل للأطفال في تحقيق أهدافه في غزة، وبذريعة دعم محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الفلسطيني المظلوم، زاد من التوتر في المنطقة، بما في ذلك في سوريا ولبنان.

وأوضح الوزير السوري أن الولايات المتحدة لم تدخر أي فرصة لتدمير الاستقرار والأمن في المنطقة، وأوضح أن الوجود الأمريكي في سوريا غير قانوني وأن وجودهم أصبح قاعدة لدعم الجماعات الانفصالية والإرهابية.

وفي ختام اللقاء قال العماد علي محمود عباس إن 'المقاومة والصمود وزيادة القدرات الدفاعية وتعزيز التعاون الثنائي هي أفضل السبل لردع الأعداء وهذا ما ضاعف الحاجة إلى التعاون والتضامن بين البلدين ضد الأعداء'.