اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم تخرج دولة الاحتلال الإسرائيلي من حربها الإبادية على قطاع غزة بما خططت له، ولا بما بشر به رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو عند انطلاق العدوان. وعلى خلاف الرواية الإسرائيلية التي بشرت بانتصار سريع وحسم سياسي، جاءت نتائج التفاوض لتكشف أن الميدان صاغ المعادلة، وأن المقاومة الفلسطينية نجحت في فرض اتفاق وقف العدوان بشروطها لا بشروط العدو.
الاتفاق جاء وفق خبراء في الشؤون السياسية، تتويجا لتحولات ميدانية وسياسية متراكمة، لا كحصيلة لتنازلات، بل كنتيجة مباشرة لفشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها الكبرى في غزة. فقد عجزت عن إقصاء المقاومة أو فرض نموذج وصاية دولية، واضطرت للجلوس إلى طاولة تفاوض تخلت فيها عن شروطها الأساسية.
وبحسب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن المبادئ الخمسة التي أعلنها نتنياهو لإنهاء عدوانه، وأبرزها نزع سلاح حماس، والسيطرة الأمنية على غزة، وتشكيل حكومة بديلة، لم يتحقق منها شيء.
المفاوض الفلسطيني فرض معادلته
ويؤكد عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، أن الوفد الفلسطيني خاض مفاوضات ندية غير مسبوقة، ومنع إسرائيل من فرض شروطها أو إعادة احتلال القطاع.
وقال إن، غزة لم فرغ، ولم تقسم، ولم تسلم، بل فرضت حدودا جديدة للتفاوض، وأسقطت وهم أن إسرائيل تستطيع تحقيق انتصار سياسي بعد فشلها العسكري.
وأضاف أن المقاومة أرغمت الاحتلال على التفاوض تحت الضغط، لا من موقع التفوق، ما يخلق واقعا تفاوضيا جديدا قد ينعكس على ملفات إقليمية أخرى.
ونبه الرنتاوي إلى أن حكومة الاحتلال قد تسعى إلى تعويض خسائرها في غزة بفتح جبهات أخرى، خصوصا في لبنان أو تجاه إيران، مستشهدا بتصريحات أفيغدور ليبرمان حول ضرورة 'نقل المعركة' إلى ساحات جديدة.
فشل الاحتلال كان شاملا ومحرجا
ويذهب د. حامد الصراف، الخبير في الشؤون السياسية، إلى أن الاحتلال فشل في تنفيذ أهدافه المعلنة رغم عامين من الحرب، ولم يستطع فرض تهجير سكان غزة أو نزع سلاح المقاومة، ولا حتى انتزاع اتفاق يرضي حلفاءه.
ويشير الصراف في حديثه لصحيفة 'فلسطين'، إلى أن كيان الاحتلال يعيش اليوم عزلة دولية غير مسبوقة، بينما تقدم المقاومة على الساحة الدولية كصاحبة حق، لا كمتهمة، مؤكدا أن مسار التفاوض كشف حدود القوة الإسرائيلية حين تصطدم بصمود شعبي طويل الأمد.
لكن الصراف حذر من أن اعتياد الاحتلال المراوغة والتهرب من الالتزامات، معتبرا أن 'الاختبار الحقيقي سيكون في تنفيذ البنود المتعلقة بالمعابر، وتخفيف الحصار، والإفراج عن الأسرى'.
وأوضح أن استمرار سيطرة الاحتلال على محور صلاح الدين سيسبب له حرجا سياسيا مع القاهرة، متوقعا أن تراوغ حكومة الاحتلال المتطرفة في التطبيق الميداني للبنود.
وقد تم الإعلان عن اتفاق وقف العدوان مساء الأربعاء الماضي بعد جولات تفاوضية شاقة جرت برعاية إقليمية ودولية، أبرزها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وينص الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، والبدء بخطوات عملية لتخفيف الحصار، إلى جانب ترتيبات للإفراج عن الأسرى من الجانبين. وجاء الاتفاق تتويجا لصمود شعبي ومقاوم استمر لأكثر من عامين، وانتهى بجلوس الاحتلال إلى طاولة التفاوض دون تحقيق أهدافه المعلنة، وفق وسائل اعلام عبرية.

























































