اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
أكد رئيس الحكومة نواف سلام، في مؤتمر صحافي من قطر ان لا استقرار في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل من النقاط الخمسة.
وقال سلام: «تمكّنا من منع جرّ لبنان إلى حرب جديدة أو توريطه في النزاع الإقليمي الذي كان دائراً ونتطلع اليوم إلى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي».
بدوره، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس سلام «دعم قطر المتواصل للجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق نحو تحقيق السلام والتنمية والازدهار».
لقاء أمير قطر
قام رئيس مجلس الوزراء بزيارة رسمية إلى دولة قطر، مع وفد وزاري ضمّ: وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه المهندس جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزير التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي.
وكان في استقبال الرئيس سلام والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى مطار حمد الدولي، وزير المواصلات القطري الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد آل ثاني، ثم توجه الرئيس سلام والوفد المرافق الى الديوان الأميري، حيث استقبله أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعقدة لقاء ثنائي بين سمو الأمير ودولة الرئيس.
وعبّر الجانبان خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجابا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرّضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدّة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة وشعباً.
وأكد الرئيس سلام «تضامن لبنان مع دولة قطر وإدانته الشديدة اللهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية والذي يعتبر انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مشدّدا على «رفض لبنان القاطع لأي اعتداء يهدّد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة». وعبّر عن «بالغ الشكر والتقدير لأمير البلاد ولدولة قطر حكومة وشعبا على مواقفها الداعمة للبنان ومساعدته خلال المرحلة الراهنة التي تمرّ بها المنطقة».
بدوره، شكر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس سلام «ما عبّر عنه من تضامن ومشاعر ودّية تجاه دولة قطر وشعبها»، مؤكدا «دعم قطر المتواصل للجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق نحو تحقيق السلام والتنمية والازدهار».
وتم خلال اللقاء عرض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها، كما تم تناول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا.
اجتماع موسّع مع رئيس الوزراء القطري
وأعقب اللقاء مع سمو الأمير، اجتماع موسّع مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بمشاركة عدد من الوزراء المعنيين من الجانبين. وتم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصاً في مجال الطاقة من خلال خطوات تنفيذية على المديين القريب والمتوسط، وأيضاً في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة.
كما تم التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها.
وفي ملف اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططاً عملية تتيح عودة آمنة وكريمة الى ديارهم وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وقطر، والحرص المشترك على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
مؤتمر صحافي مشترك
بعدها، عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتحدث سلام فقال: «تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز.
كما اننا نأمل أن تستقر الأمور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان، ونحن نأمل أن يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما أطلعت سمو الأمير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الأشهر الماضية في لبنان ان كان في مجال الإصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لإعادة تشكيل الإدارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء مما يساهم في جذب الاستثمارات، كما ان هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقيا يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس».
وتابع: «أما في ما يخص الملف الإقليمي، فقد أكدنا، كما فعلنا منذ اليوم الأول، أن العدوان الإسرائيلي على إيران هو انتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وللقانون الدولي.
ونحن سعداء بان الجهود التي قامت بها قطر أدّت الى وقف العمليات العسكرية ونأمل طي هذه الصفحة وأن تسمح باعادة العمل الديبلوماسي، وهذا الموقف لا يعبّر عن لبنان فقط، ولا عن قطر فقط، بل هو موقف عربي موحّد، فنحن نسعى إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية».
أسئلة وأجوبة
وردّا على سؤال قال الرئيس سلام: «ان العبارة التي استخدمتها هي بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وهذه الجملة هي من اتفاق الطائف وهي موجودة في البيان الوزاري اللبناني الذي يتوجب علينا العمل على تنفيذه. أما في ما يتعلق بالوجود الإسرائيلي في النقاط التي لا تزال إسرائيل تحتلها اضافة الى الانتهاكات شبه اليومية للسيادة اللبنانية، فنحن نسعى لحشد كل ما يمكن أن نحشده من دعم عربي ودولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب، هناك اتفاق لوقف العمليات العدائية توصلنا إليه مع إسرائيل في شهر تشرين الثاني الماضي. لم تلتزم به إسرائيل وعلينا الزامها بتنفيذه.
أما في ما يتعلق بحزب الله فنحن والحمد للّه، تمكّنا بالتعاون جميعا في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان الى حرب جديدة بأي شكل من الأشكال في النزاع الإقليمي الذي كان دائرا، واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلّع الى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي».
زيارة قطرية للبنان
وهنا قال الرئيس القطري: «لقد وعدني دولة الرئيس سلام بزيارتين واحدة لطرابلس وواحدة للجنوب».
فردَّ الرئيس سلام: «هذا تفصيل لم أكن أريد أن أكشفه ونحن في انتظار دولته في لبنان قريبا».
متحف الفن الإسلامي
وجال الرئيس سلام في متحف الفن الإسلامي في الدوحة، برفقة وزير الثقافة غسان سلامة، ووزير الطاقة والمياه جو صدي، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، ووزير التنمية الإدارية فادي مكي.
وقد استقبل الشيخ فيصل بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس متحف الفن الإسلامي، الرئيس سلام والوفد المرافق. وخلال الزيارة، قدّم الشيخ فيصل كتاباً عن مقتنيات المتحف إلى الرئيس سلام الذي دوّن كلمة في سجل الشرف، أعرب فيها عن إعجابه بجمالية المتحف وأهميته الثقافية.
شكر للبحرين
كما شكر سلام الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على اتصالهما الهاتفي لدى وصوله إلى المنامة بشكل طارئ مساء الإثنين نتيجة الاعتداء الذي تعرّضت له دولة قطر، فثمّن لهما حسن الاستقبال والضيافة والاهتمام المميّز الذي حظي به مع الوفد المرافق. وأعرب عن «وقوف لبنان بحزم إلى جانب البحرين ودول الخليج العربي كافة في وجه اي اعتداء على أمنها وسيادتها واستقرارها».