اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
أنجزت الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية في بيروت التحضيرات اللوجيستية والإدارية تمهيداً للإعلان عن أسماء أعضاء اللائحة التوافقية المدعومة منها لخوض المعركة البلدية في اجتماع موسع، يُعقد الجمعة، على أن تتشكل من 24 عضواً، بينهم 5 نساء على الأقل، ويتوزّعون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويرأسها إبراهيم زيدان، وهي خالية من التمثيل الحزبي.
وكان قد سبق الانتهاءَ من التحضيرات لوضع اللمسات الأخيرة على اللائحة التوافقية المدعومة من الأحزاب والقوى السياسية، انتشارُ خبر بأن «حزب الله» يميل إلى مقاطعة الانتخابات البلدية، ما أحدث إرباكاً داخل الأطراف المؤيدة لها، دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري للتدخل شخصياً لإنقاذ الائتلاف البلدي، الذي تتموضع تحت سقفه مجموعة من الأضداد، تفرّقهم السياسة، ويجمعهم الحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن الرئيس بري كثّف اتصالاته فور إحاطته علماً بوجود ميل لدى «حزب الله» بمقاطعة الانتخابات، وأن خياره النهائي في هذا الخصوص يبقى خاضعاً للتشاور معه حرصاً من الحزب على وحدة الموقف الشيعي، وعدم التفرُّد بأي قرار في ظل الظروف السياسية الراهنة.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر أن بري أُعلم بأن الحزب يناقش حالياً كل الخيارات البلدية وارتداداتها السلبية والإيجابية حيال دعمه الائتلاف البلدي أو مقاطعته الانتخابات، وقالت إن التشاور سرعان ما تكثّف بين نائب «حزب الله» أمين شري، وبين المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، وزميله في كتلة «التنمية والتحرير» محمد خواجة.
«حزب الله» لا يشارك بالمرشحين
ولفتت إلى أن الحزب، وإن كان يدعم الائتلاف البلدي، ولا يشارك حزبياً في المجلس البلدي للعاصمة، فإن أكثر من خصم سياسي يجمعه في نفس اللائحة الداعمة للتوافق. في إشارة، بشكل أساسي، إلى حزب «القوات اللبنانية»، لكن هذا لا يعني، من وجهة نظره، أن الدخول مع خصومه بتصفية الحسابات سيتمدد إلى اللائحة الائتلافية بتبادل التشطيب، على نحو يهدد الحفاظ على المناصفة. وهذا ما لا يريده، وإلا لماذا قرّر الانخراط في ائتلاف يؤمّن الغطاء السياسي والدعم للائحة التوافقية، من موقع الاختلاف في الخيارات السياسية؟
وأكّدت المصادر أن الحزب وحليفته حركة «أمل» يلتزمان أخلاقياً بدعم اللائحة الائتلافية كما هي، ويبقى على خصومه التقيُّد بها وعدم التشطيب، وقالت إن الثنائي الشيعي، بإصرار من الرئيس بري، قرّر الاستجابة لرغبته بالانخراط في الائتلاف والنزول بكل ثقله للحفاظ على المناصفة (الطائفية) التي تتطلب من الجميع تضافر الجهود لتحقيقها فعلاً لا قولاً.
ونقلت المصادر عن بري تشديده على الالتزام باللائحة لعدم تعريض المناصفة إلى خلل يقحم البلد في أزمة سياسية. وقالت إنه توافق هو والحزب على الدخول معاً في اللائحة وتوفير الدعم لها، مع أن الثنائي باقٍ على موقفه بعدم المشاركة فيها بحزبيين، وأن يقتصر دوره على تأييدها بضمّها الأعضاء المقربين من الثنائي.
الحفاظ على المناصفة
كما نقلت عنه قوله إن الحفاظ على المناصفة يتطلب الانفتاح على الفريق الآخر، من موقع الاختلاف، لأن الضرورة تقضي بالترفع عن الحساسيات والخلافات السياسية لقطع الطريق على من يحاول المسّ بوحدة العاصمة والعيش المشترك الذي تنعم به، ما يحتم علينا عدم ترك بيروت والتخلي عن التزامنا بالمناصفة، خصوصاً أن العاصمة كانت وما زالت حاضنة لجميع الطوائف وتتمايز بنسيج وخليط سياسي، من غير الجائز التفريط فيه، لما يترتب عليه من طروحات تعيدنا إلى ما كنا عليه قبل اتفاق «الطائف».
لذلك، قرّر الحزب، بناء على تشاوره مع بري، دعم ترشيح المهندس عماد فقيه، وهذا ما أبلغه شري إلى النائب فؤاد مخزومي، كونه الناظم للاتصالات بين القوى والأطراف المدعوة للانخراط في الائتلاف البلدي، وهو يتولى التنسيق مع الجميع تحضيراً للاجتماع المخصص للإعلان عن أسماء أعضائها.
أحزاب رئيسية أساسية
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الأطراف المسيحية التي يتشكل منها الائتلاف البلدي تضم أحزاب «القوات» و«الكتائب» والأرمن و«التيار الوطني الحرّ» والنائب السابق ميشال فرعون ، وقد التقت ليلاً، وأعدّت لائحة بأسماء مرشحيها، وسلَّمَتها للنائب مخزومي، على أن تضم سيدتين على الأقل.
في المقابل، فإن الأحزاب والشخصيات السياسية في الشطر الغربي لبيروت توصلت إلى تسمية أعضاء نصف اللائحة من المسلمين، على أن ينضم إليهم النصف الآخر من المسيحيين.
وحصلت «الشرق الأوسط» على أسماء الأعضاء المسلمين في اللائحة، المدعومين من الثنائي الشيعي، ومخزومي، ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، وجمعية «المشاريع الخيرية - الأحباش»، واتحاد العائلات البيروتية، و«الحزب التقدمي الاشتراكي». وهم عن السُّنة؛ إبراهيم زيدان رئيساً للبلدية، أحمد شاتيلا، محمد مشاقة، حسين البطل، محمد بالوظة، رشا فتوح، جومانا الحلبي، لينا سنو. وعن الشيعة؛ فادي شحرور (العضو الحالي في المجلس البلدي الممدد له)، يوسف محمد، يوسف بيضون، عماد فقيه. وعن الدروز؛ رامي الغاوي.
ومع إعلان اللائحة الائتلافية بصورة رسمية، فإن القوى الداعمة لها ستباشر تشغيل ماكيناتها الانتخابية بإشراف غرفة عمليات مشتركة لحثّ الناخبين على الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، خصوصاً أن المنافسة لن تكون سهلة، وهي محصورة حتى الساعة بينها وبين لائحة ائتلاف بيروت - مدينتي، المدعومة من بعض النواب التغييريين وناشطين في المجتمع المدني، وتتمايز عن منافِستها بالانسجام. وهذا ما يضع «الائتلافية» أمام قدرتها على التماسك اقتراعاً في اليوم الانتخابي الطويل.
Follow us on kataeb.org X