اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
ترفض النائبة 'التغييرية' نجاة عون صليبا، أي حديث عن خسارة النواب 'التغييريين' في الاستحقاق البلدي الأخير، مشيرة لـ 'الديار' إلى أن 'القوى السياسية تنسى كل خلافاتها والفساد والسرقات في البلاد، وتركّز على توجيه الاتهامات والحملات على النواب 'التغييريين'، ولكنهم لم ينجحوا حتى اليوم في إثبات أي خطأ ارتكبه 'التغييريون'، والسبب واضح أنهم ليسوا حزبًا، بل يعملون معاً على تحضير ملفاتهم، ويوجدون في كل اللجان النيابية، وبدلا من أن يكونوا رأيا واحدا، فنحن 12 رأيا يصبون في مشروع بناء الدولة'.
وتؤكد أنه 'حتى اليوم هناك من لم يستوعب ما هي 'الحالة التغييرية'، ويحصرها بـ12 نائبا في البرلمان، ويقولون إن نواب 'التغيير' انقسموا أو تفرّقوا، لكننا في الواقع لم نصل إلى المجلس النيابي كحزب، فنحن لسنا حزبا ولا نتبع شخصا واحدا، وكل نائب منا شخص مستقل بنفسه، وهذا الأمر حقّق مصلحة البلد، حيث إن كل نائب قد عمل من أجل المصلحة العامة وتعرّض للحملات، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالمصلحة العامة، فإن كل نواب 'التغيير' يساعد بعضهم بعضًا من أجل تحقيق هذا الهدف. لذلك، لن يتمكن أي حزب أو أي جهة سياسية من أن 'يمونوا' على أي نائب 'تغييري'، وكانوا ينفردون بكل نائب ويسعون إلى استمالته، ولكن كل نائب 'تغييري' قد شكّل بنفسه رأس حربة بقراره المستقل عن غيره، بحيث أن الجميع عملوا تحت عنوان وهدف بناء الدولة، وهذا الأمر ساعد بأن نكون 12 صوتا، وليس صوتا واحدا مضروبا بـ12'.
وتقول إن 'آلاف التصاريح قد سبقت هذا الإستحقاق، وأكد فيها السياسيون والأحزاب أن الانتخابات البلدية هي عائلية وأنهم لن يتدخلوا فيها، ولكن عندما صدرت النتائج تسابقوا على الاحتفال بها، فهذا استخفاف بقدرة الشعب اللبناني على اكتشاف هذه الممارسات والادعاءات، عندما قالوا أنهم لن يتدخلوا وسيتركون الأمر للعائلات، ولكنهم جلسوا لاحقا في مكاتب المرشحين واحتفلوا بفوز كل مختار دعموه، بينما نواب 'التغيير' من جهتهم التزموا بترك القرار للعائلات، علماً أن التزامهم هذا يعود إلى مرحلة تشكيل الحكومة، لأنهم رفضوا أن يكونوا جزءا من السلطة، كونهم يؤمنون بفصل السلطات. وبالتالي، فإننا التزمنا بخطابنا، وفي غالبية البلديات تركنا القرار للعائلات التي لم تطلب من النواب أن يكونوا رأس حربة معهم، فالنواب 'التغييريين' قاموا بعملهم ونجحوا في عدة مناطق، ولكنهم لم يهلّلوا ويحتفلوا أمام وسائل الإعلام والتلفزيونات'.
وعليه، تتابع أن 'هذه الحالة التغييرية تعمل مع الناس، وفي الواقع لقد ربح 'التغييريون' على الأرض، إنما هذا الفوز لا ننسبه لنفسنا، بل إلى الناس الذين عملوا وتعبوا، والذين يريدون التغيير، وقد انتخبوا 12 نائباً، وربما ينتخبون غيرهم أيضاً في الإنتخابات النيابية العام المقبل، ولكن لا يمكن لأحد القول أن الحالة التي خلقتها 17 تشرين بالإمكان محوها أو شطبها أو حتى السيطرة عليها أو الحلول مكانها'.
وعما إذا كانت الإنتخابات البلدية صورة مصغّرة عما ينتظر الاستحقاق الانتخابي النيابي العام المقبل على صعيد التحالفات والمواجهات، تقول أنه 'مما لا شك فيه أن هناك من يعتبر أن 'التغييريين' هم بمثابة مصدر إزعاج لهم في البرلمان، ولا سيما أنهم لم يسيروا بحسب اتجاهاتهم والأسلوب القديم المعتمد في المجلس النيابي، والهدف الأسهل بالنسبة لهم الاستحواذ على مقاعد النواب 'التغييريين'، ولكن علينا دائماً أن نشدد على أن التغيير هو حالة وليس حزباً وليس أيضاً عبارة عن 12 نائباً، إنما هم أكثر من 4 آلاف ناشط وليس من السهل القضاء عليهم، كونهم يتحركون على الأرض في كل المناطق وفي كل بلدان الإغتراب'.
وختمت صليبا 'بالطبع هناك أكثر من 330 ألف صوت والعديد من الناشطين، ولذلك من السهل أن يقول البعض أنهم يريدون إزاحة نواب 'التغيير'، ولكنهم لا يستطيعون تغيير الحالة التي نشأت في 17 تشرين، علماً أن هناك العديد من القوى السياسية التي حاولت أن تنسب لنفسها حركة 17 تشرين، بينما هذه الحركة تجسّد الذين نزلوا إلى الشارع، ويسعى اليوم الجميع إلى ضمّهم إليه عبر ادعاء شعار بناء الدولة، في حين أنه في الواقع أن جميع هذه القوى متفقة مع بعضها البعض، وتعمل على حماية نفسها من خلال اتباع النهج نفسه الذي اعتادوه'.