اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
تعيش فلسطين اليوم واحدة من أحلك مراحل تاريخها فالعدوان والإبادة الجماعية على قطاع غزة ما زال تفتك بالإنسان والأرض، وحرب التوسع والتهويد والاستيطان تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة بالضفة الغربية، فيما تتعرض المقدسات الإسلامية وعلى رأسها القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك لحرب تهويدية صامتة لكنها منهجية وخطيرة.
يواجه قطاع غزة حربا تدميرية تجاوزت حدود العقل إذ يتعرض مواطنيه لقتل جماعي ممنهج وتجويع وحصار خانق وتدمير للبنية التحتية من المنازل والمستشفيات الى والمدارس ودور العبادة، وللأسف العالم يسمع ويرى كل ذلك، ويشاهد آلة الاحتلال العسكرية تستمر بالقتل والتدمير بغطاء سياسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة الأمريكية في مشهد يعكس انهيار لمنظومة العدالة والقانون الدولي.
وفي الضفة الغربية تتواصل عمليات التهويد والمصادرة والاستيطان بينما تنتشر الحواجز العسكرية الإسرائيلية لتقطع أوصال المدن والبلدات وتحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم يومي، والمستوطنون المدعومون من حكومة يمين متطرّف وجيش يحتضن غلاتهم ينفذون اعتداءات إرهابية من حرق للحقول وتدمير الممتلكات وسرقة المواشي والاعتداءات على المواطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
أما القدس فتعاني معركة من نوع آخر أقل ضجيجا ولكن أشد خطورة، ومحاولات مستمرة لفرض السيطرة الإسرائيلية على المدينة القديمة وتغيير معالمها الديمغرافية والحضارية وفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، إنها حرب على الهوية وعلى الإرث الحضاري الفلسطيني والإسلامي والمسيحي.
إلى جانب كل ذلك تتعرض السلطة الفلسطينية لحصار مالي وسياسي ممنهج من قبل حكومة الاحتلال بدعم أمريكي مباشر بهدف إضعافها وإرباك قدرتها على القيام بواجباتها تجاه أبناء شعبنا، يضاف إليه تطبيع عربي وإسلامي متزايد وصمت دولي يرقى إلى مستوى التواطؤ يجعل فلسطين تدفع وحدها الثمن بين العدوان والحصار الإسرائيلي وازدواجية المعايير الدولية.
وبين خطوط حمراء وخضراء وصفر تتغير خرائط غزة يوما بعد يوم وتتقلص الجغرافيا الفلسطينية في الضفة تحت جرافات الاستيطان والتهويد وفلسطين تجزأ وتحوّل إلى كانتونات معزولة فيما يتعاظم المشروع الاستعماري الهادف لابتلاع الأرض وإلغاء الوجود الفلسطيني.
المسؤولية الأولى تقع على الولايات المتحدة الأمريكية التي تمنح الاحتلال الغطاء السياسي والمالي والعسكري لارتكاب الجرائم كما تتحمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما فيه العالم العربي والإسلامي مسؤولية الصمت والتخاذل وغياب الخطوات العملية لوقف المأساة الفلسطينية، أما حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو وبن غفير فهي تدير آلة حرب همجية في غزة وتطلق يد قطعان المستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم الإرهابية بحق اهالي الضفة الغربية.
من هنا فإن المطالبات اللفظية غير كافية فهذه الحكومة المتطرفة لن تتوقف إلا بضغط دولي حقيقي وإلزام مباشر من البيت الأبيض الأمريكي، وتفعيل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومحكمة الجنايات الدولية وفرض عقوبات على كيان الاحتلال ووقف الدعم العسكري والسياسي الذي يمكنه من الاستمرار بجرائمه، لذلك فإن فلسطين اليوم بحاجة إلى خطوات دولية عاجلة لا بيانات شجب واستنكار ولا تعبيرات قلق، إن فلسطين اليوم تقف على مفترق طرق خطير فإما أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية ومسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف شلال الدم في غزة ولجم التوسع الاستيطاني في الضفة وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وإما أن يستمر الاحتلال في مشروعه الاستعماري بلا رادع.
وإن إنقاذ ما تبقى من فلسطين يتطلب موقفا عالميا حازما يفرض وقف العدوان ورفع الحصار والانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف الاستيطان وإطلاق عملية سياسية حقيقية تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين، وبدون ذلك سيستمر الاحتلال في ابتلاع الأرض وستبقى الإنسانية جمعاء شريكة في جريمة الصمت الدولي.











































































