اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
(3 من 3)
يلاحظ أن التسريبات الإعلامية في إسرائيل بخصوص موقف تل أبيب من مهمة توم براك شحيحة؛ وسبب ذلك يعود إلى أن نتنياهو لا يعطي هذا الملف أولوية في هذه المرحلة التي ينشغل فيها بمتابعة ملف غزة وملف جنوب سورية انطلاقاً من تداعيات أحداث السويداء؛ أضف لذلك أن ملف متابعة مهمة براك في لبنان موجود بحوزة وزير الشؤون الاستراتيجية ران ديرمر المشهور بأنه يحرص على عدم كشف حركته للإعلام.
بكل حال التقى أمس براك حسبما ذكر الإعلام الإسرائيلي بنتنياهو وديرمر؛ واليوم وصل إلى بيروت ليطلع اللبنانيين على الرد الإسرائيلي..
انطلاقاً من التمعن بدراسات إسرائيلية تبحث بموضوع استراتيجية إسرائيل الجديدة في لبنان يمكن التركيز على أمرين إثنين يجب على المفاوض اللبناني إدراكهما:
الأول أن نتنياهو ومعه ديرمر لا يعتبران ورقة براك هي كل الحل مع لبنان أو حجر الرحى لهذا الحل وذلك ببساطة لأنهما يعتبران أن ورقة الحل مع لبنان التي تتضمن خارطة الطريق للحل هي ورقة اتفاق ١٧ أيار ١٩٨٣.. وإسرائيل تنتظر التوقيت المناسب لوضعها على الطاولة.
الأمر الثاني يفيد بأن إسرائيل ستذهب إلى الأمام بالتعاطي مع ورقة براك بمعنى أنها ستناور بها لتضييع الوقت غير المناسب لها للبدء بعملية سياسية جدية بشأن لبنان.. وبالعمق ستتعامل إسرائيل مع وساطة براك بينها وبين لبنان؛ كما تعاطت ولا تزال تتعاطى مع وساطة وويتكوف بينها وبين حماس في غزة.. وهناك خشية من أن يستخدم نتنياهو براك بخصوص صلته بالملف اللبناني كما استخدم وويتكوف بخصوص صلته بملف غزة؛ أي أنه سيعتبرهما حصاني طروادة ويقطع بهما الوقت على أن يتمكن في آخر الشوط من تحقيق ما يريده من خارج جدول أعمال التفاوض الجاري؛ وهو جدول يغطي فقط الاستمرار بالحرب أو بالاعتدءات لغاية تحقيق ما يصفه نتنياهو بالنصر المطلق الذي يتجاوز في غزة صفقة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس ويتجاوز في لبنان قصة صرف التلال الخمس بتطبيقات خطوة مقابل خطوة!!
بكلام آخر قد يجدر بلبنان الحذر من أن براك سيجري وساطة بين بلد الأرز وإسرائيل تفضي إلى جعل لبنان يدخل إلى متاهة نتنياهو التي توجد فيها منذ عشرين شهراً غزة.
والواقع أن زيارة براك ومعه أو قبله أورتاغوس ستبين ليس متى الحل لأزمة حصرية السلاح وتوابعها؛ بل ستبين ما إذا كان نتنياهو صادقاً مع براك وما إذا كان براك صادقاً مع لبنان وما إذا كانت ورقة براك هي فعلاً خارطة الحل التي لا يؤمن بها لبنان فقط بل يؤمن بها نتنياهو أيضاً؛ وأن الأخير – وهذا هو الأهم – ليس لديه ورقة أخرى ينتظر الوقت المناسب لوضعها على الطاولة؛ بوصفها هي الحل الذي تريده إسرائيل وليس أية ورقة أخرى.