بالفيديو: الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان.. الحرب الدائمة

نشرت 'المدن' الحلقة الرابعة من برنامج 'تركيب'، على قناتها في يوتيوب ومختلف منصاتها، تحت عنوان 'الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان.. الحرب الدائمة'.

هذه الحلقة، تتناول تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان، لشخصيات لبنانية وفلسطينية، كنموذج لـ'حرب الاغتيالات' المفتوحة التي تخوضها إسرائيل في المنطقة. وتناقش مدى فعالية الاغتيالات التي لم تمنع أعداء إسرائيل وفصائل المقاومة من التمدد والتنامي.

تنطلق الحلقة من إشكالية طرحها الكاتب والصحافي الإسرائيلي رونين برغمين، في كتابه 'انهض واقتل أولًا'، حول التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية (صادر في 2018)، ويسأل فيها: هل عمليات الاغتيال فعالة لإسرائيل؟

ربط الكاتب العقيدة الإسرائيلية لعمليات القتل المباشر، و'القتل الصامت'، بعبارة وردت في كتاب 'التلمود'، وتقول: 'إذا جاء شخص ليقتلك، فانهض واقتله أولًا'. وعاد إلى لقاء شخصي له مع رئيس الموساد السابق، مائير داغان، وأخبره الأخير أن الموساد أثناء قيادته، كان قادرًا على منع إيران من حيازة أسلحة نووية، عبر عمليات الاغتيالات الهادفة، والضربات الموضعية.

عصفوران بحجر

وتأتي هذه الحلقة في سياق تنشيط إسرائيل لسياسة الاغتيالات، بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023. وبدا لبنان من أكثر الساحات إغراء لإسرائيل لضرب عصفورين في حجر واحد: حماس وحزب الله.

اغتالت إسرائيل، نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني 2024، ثم اغتالت القيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل في 8 كانون الأول 2024. كان ذلك، بعد أيام من اغتيال القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في 25 كانون الأول 2023 قرب دمشق، وهو صاحب بصمة بتعزيز القدرات العسكرية لحزب الله، وحركات المقاومة الفلسطينية.

وتسترجع حلقة 'تركيب' الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان، والذي كان من أبرز مسارحها، بسبب الحرب الأهلية ووجود منظمة التحرير الفلسطينية. وشهد منذ السبعينات نحو 12 عملية اغتيال مثبتة، يتناول 'تركيب' كل واحدة منها، بدءًا من اغتيال الروائي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني في تموز 1972، عبر عبوة ناسفة في سيارته في بيروت.

تعتبر إسرائيل، أن الاغتيالات تخدم أهداف كثيرة منها: رفع معنويات شعبها، تعزيز موقعها في ميزان الردع، حرمان أعدائها من الشخصيات الموهوبة والمؤثرة بصناعة القرار، وإثارة الخوف والقلق لدى مختلف القيادات من عمليات التصفية والعثور على البدائل.

أما على المستوى الاستراتيجي، فالاغتيالات قد تنعكس سلباً على إسرائيل في المدى البعيد، لأنها لم تمنع كل فصائل المقاومة من التنامي، ولأن كل شخص يُغتال، يعوض سريعًا بشخص آخر، وربما بقيادي أكثر تأثيرا ونفوذًا. وهو ما حصل مثلاً في حزب الله، عندما خلف السيد حسن نصرالله، السيد عباس الموسوي، بعد اغتيال الأخير في شباط 1992، بقصف مروحيات لموكبه في الجنوب، على إثر كلمته في ذكرى استشهاد الشيخ راغب حرب (في شباط 1984).