«لا صحّة لما يتم التداول به عن شنّ حرب إسرائيليّة غير مسبوقة على لبنان»

كتبت صونيا رزق في 'الديار'

يتواصل الكلام في معظم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن حرب اسرائيلية مرتقبة على لبنان، وغير مسبوقة تبدأ باجتياح برّي من الاراضي السورية نحو البقاع، على ان تتوسّع لتصل الى العاصمة بيروت بالتزامن مع قصف بالطائرات وعمليات إنزال وغارات متواصلة على قرى الجنوب والقضاء على الانفاق، كذلك ضربات متتالية لمناطق الضاحية الجنوبية للعاصمة التي ستكون العنوان الاول للحرب على لبنان، وهذا الكلام يتردّد يومياً من خلال بعض السياسيين والمحللين، ما ساهم في عمليات نزوح من عدد كبير من المناطق، وشكّل هاجساً لدى المواطنين من حرب جديدة.

الى ذلك، افيد بأنّ مرجعيات سياسية قد تلقت تحذيرات عن حرب إسرائيلية شرسة جداً ستشن قريباً على لبنان، بسبب تعنّت حزب الله في تسليم السلاح الى الدولة اللبنانية، وتقاعس الدولة عن القيام بما هو مطلوب منها.

وفي هذا الاطار، يشير العميد المتقاعد جوني خلف لـ 'الديار' الى انّ كل ما يتم التداول به بعيد عن ارض الواقع، اذ يقتصر على تحذيرات عربية وغربية من وجود تباطؤ في عملية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهذا لا يبشّر بالخير لانّ المطلوب من لبنان تنفيذ القرارات الدولية، وقال: 'لقد اصبح الاميركي وصيّاً على لبنان، والوصيّ لا يريد توسيع دائرة الجبهات والاعتداءات، وهذا الكلام ورد من مصادر اميركية لفتت الى انّ الرئيس ترامب يريد لملمة جراح غزة، ويرفض شنّ حرب واسعة على لبنان، وهذا يعني ان لا حرب مرتقبة عندنا».

ولفت الى “وجود ترتيبات امنية على الحدود مع سوريا والجيش ينتشر هناك”، وسأل “كيف سيجتاح “الاسرائيليون” مناطق البقاع ، ويقومون بعمليات إنزال والجيش موجود هناك”؟ واصفاً ما يُردّد “بالاكاذيب والشائعات”، معتبراً انّ “الاتجاه يسير نحو توقيع اتفاقية من خلال تفاهم اميركي- ايراني، كما انّ القمة التي ستعقد في روسيا، سيحضرها السعودي والروسي والايراني والسوري، وستكون تكملة للاتفاقية ولخلق شرق أوسط جديد، مما يعني انّ الاجواء تتجه نحو الايجابية، و ”إسرائيل” ليس لها مصلحة اليوم بشنّ حرب برّية على لبنان، لانّ هذه الحرب ستخسّرها ولن تربّحها أي شيء، لانّ المستوطنين عادوا الى منازلهم ويرفضون الحروب من جديد. كما انّ اجتياح “إسرائيل” للبنان يعطي ذريعة قوية لحزب الله بأنّ لا ثقة “بإسرائيل”، وبالتالي فالناس ستتضامن مع الحزب”.

في سياق مغاير، لم يستبعد خلف حصول “ضربة اسرائيلية” فجائية محدودة على بعض مناطق البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، اذ لا توقيت مع “الاسرائيلي”، وقال: 'قد تحصل عملية اغتيال شخصية كي تسارع الدولة الى تطبيق الشروط والقرارات الدولية، من ناحية حصرية السلاح بيدها، وفي حال حصلت تلك الضربات ستكون عملية ردّ على تقاعس الدولة في هذا الاطار، لكني اعود وأكرّر أن لا مصلحة “لإسرائيل” بذلك، خصوصاً انها لم تتلق الضوء الاخضر الاميركي للقيام بأي ضربة عسكرية كما يعتقد البعض”.

وعن تصريح الموفد الاميركي توم برّاك الذي أشعل الوضع وبشّر بما لا يحمد عقباه، اشار الى “انّ تصريح وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو كان مغايراً وهذا هو المهم، اذ هنأ الدولة اللبنانية على ما تقوم به، ورأى انها تواجه اليوم فرصة تاريخية لبناء جمهورية قوية ذات سيادة، وشدّد على التزام الولايات المتحدة الكامل بدعم هذا المسار”.

وختم العميد خلف قائلاً: 'هنالك فترة من الآن ولغاية نهاية السنة لتنفيذ الخطة المتفق عليها، تحت انظار عربية ودولية، وفي حال لم تنفذ هذه الخطة فهذا يعني انّ الاخطار ستكون حاضرة».