أبو فاعور ينبّه من رفض خارطة الحل في السويداء: التحقيق الدولي ضرورة كما إطلاق المختطفات

أشار عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور إلى أنه مع التقدير والاحترام للشيخ حكمت الهجري، وموقعه الروحي والديني وتاريخ أسلافه روحياً ودينياً، هناك خلاف سياسي كبير في الموقف الذي يتخذه الشيخ الهجري، مشدداً على أن الدروز في سوريا هم جزء من الشعب السوري. هم وطنيون سوريون، وهم عرب ومسلمون.وأضاف أبو فاعور في حديث لـالحدث: هذا الأمر ليس فقط من باب الانتماء النظري، بل على العكس، يجب أن يكونوا جزءاً من خيارات الشعب السوري وخيارات الأمة العربية والأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الركون إلى إسرائيل أو الاعتماد عليها، رغم أن المجازر التي حصلت ربما تُشكل دافعاً لأحد للبحث عن أي حماية، هو خيار ليس في مكانه.وتابع: الموقف الذي صدر برفض خريطة الطريق التي تم الإعلان عنها، لا أعتقد أنه في مصلحة دروز سوريا، ولا دروز السويداء، ولا سوريا بشكل عام، ولا وحدة سوريا. وبالتالي، نحن نعتقد أن خريطة الطريق التي أُعلنت فيها الكثير من العناصر الإيجابية التي يمكن البناء عليها لعرض بناء الثقة بين أبناء المحافظة بعضهم ببعض، وبين أبناء درعا وأبناء السويداء ومحيطهم. وهذا يحتاج إلى إجراءات ثقة، إلى مصالحات مجتمعية، كما في علاقة أبناء السويداء مع الحكومة في دمشق، لأنه ثبت أن الكثير من الخيارات التي تم الترويج لها، على سبيل المثال المعبر إلى إسرائيل وفلسطين المحتلة، ثبت أنها غير واردة من باب الواقعية السياسية.وأردف: القسم الأكبر من دروز السويداء لا يزالون يتصرفون تحت وقع وضغط الجرائم التي حصلت، والأمر يقتضي على الحكومة في دمشق أن توجد العلاجات له، مشيراً إلى أنه من هنا أهمية إطلاق سبيل المختطفين والمختطفات بشكل خاص، وأتمنى أن نسمع في الساعات القليلة المقبلة خبراً إيجابياً بهذا المعنى، الذي يساهم إلى حدٍّ ما في فكك الكثير من الاحتقان والتشنج الموجود.وعن لجنة التحقيق، قال أبو فاعور: من المهم أن يكون هناك تحقيق دولي، وقد أُرسلنا رسالة تطالب بلجنة دولية للتحقيق.وتابع: لقد أرسلنا رسالة. وكان هناك زيارات من قبل وفد من الحزب والرئيس وليد جنبلاط إلى المسؤولين الدوليين، سواء الأمين العام للأمم المتحدة أو مفوض الشؤون الإنسانية، أو إلى اللجنة الدولية المشكّلة سابقاً للنظر في الأوضاع في سوريا. لجنة التحقيق حالياً موجودة في سوريا منذ الجمعة الماضية لمدة ثلاثة أيام، ويجب إعطاؤهم حق الوصول إلى السويداء لمقابلة الأهالي والشهود، لجمع المعلومات ومباشرة التحقيق.وشدد أبو فاعور على أنه يجب أن يكون هناك طرف دولي، ويجب أن يكون هناك تحقيق دولي لمزيد من المصداقية، لأن هذا الأمر مهم جداً لإعادة بناء الثقة مع المجتمع السوري الدرزي الموجود في السويداء.وأردف: دورنا الأساسي ينطلق من مُسلّمة نقتنع بها ونعمل عليها، وهي وحدة الوطن السوري ووحدة الشعب السوري، وأن يستطيع الشعب السوري، بعد كل الظلم الذي عاشه في ظل نظام الأسد بمراحله المتعددة، أن ينشئ سلامه الداخلي ووحدته الداخلية. وبعد الأحداث التي حصلت في السويداء، نشط وليد جنبلاط في الأسابيع القليلة الماضية، وكان جزءاً من حلقة اتصال عربي إقليمي دولي لمعالجة ما حصل. وللتذكير فقط، وليد جنبلاط كان أول مسؤول غير سوري يزور دمشق ويعلن دعمه للحكومة الجديدة في سوريا.وتابع: هناك اتصالات تجري، وهناك اتصالات جرت حتى هذا اليوم. السيد توم براك قال في تدوينته كلاماً نابعاً من باب الأخلاق العالية، لكن أيضاً من باب إدراكه لحقيقة الدور الذي يقوم به وليد جنبلاط للجم اندفاع البعض باتجاه الانفصال في سوريا، وباتجاه الغرق في الوحول الإسرائيلية التي نعرف جميعاً أن إسرائيل لا تراعي إلا مصالحها، ولا تريد بسوريا إلا شرّاً. لذلك نحن جزء من اتصالات إقليمية، عربية، ودولية، مع المملكة العربية السعودية، مع تركيا، مع الولايات المتحدة الأميركية، مع المملكة الأردنية الهاشمية، ومع قطر.وختم أبو فاعور: كنا جزءاً من النقاش الذي تم التوصل فيه إلى خريطة الطريق التي تم إعلانها، إضافة إلى خطوات عملية نعمل عليها. وقد زار وليد جنبلاط تركيا، وحمل ملفاً للمختطفين والمختطفات، وتم تسليمه إلى الأردن، وإلى المملكة العربية السعودية، وإلى الجانب الأميركي، وإلى كل الدول المعنية. لأنني أعود وأكرر، مسألة المختطفين، وبشكل خاص المختطفات، مسألة يجب أن يُصار إلى علاج سريع لها، لأنها قد تفتح باب نقاش فعلي مع العقلاء في الجبل.