اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
أصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، بياناً اليوم الثلاثاء، توقفت فيه أمام مجريات الأحداث الدامية والاعتداءات في السويداء.
ودانت في البيان 'بشدّة الممارسات المؤدية إلى تعكير صفو العيش الآمن الذي كان سائداً في مدينة السويداء، ومحاولات بث الفتن الطائفية والمذهبية'، داعيةً 'الدولة السورية الى تحمّل مسؤولية ضبط الأمن وحقن الدماء والارتكابات والممارسات الاجرامية واللاإنسانية، التي قامت وتقوم بها عناصر غير منضبطة ومعاقبة فاعليها، كما تحمّل المسؤولية للأمن العام بخصوص الافعال المسيئة للرموز والشعائر الدينية والاستهزاء بها، وانتهاك حرية المعتقد'.
وباركت مشيخة العقل 'االخطوات ومساعي العقلاء والقيادات الدينية، وخاصة ما صدر عن الاجتماع الاخير في دارة سماحة الشيخ يوسف جربوع في السويداء، تلك المساعي الآيلة لمدّ يد التعاون والتنسيق مع الدولة السورية وتثبيت الاتفاقات التي حصلت، بما يحفظ كرامة المواطنين وسلامة الجبل، وما يثبّت هيبة الدولة في آن'، مناشدةً 'الجميع العمل الجدّي والمسؤول لتجاوز الحوادث الدموية المؤلمة والحالات الصدامية وتفادي استعمال القوة في معالجة الأمور، والتطلّع نحو المستقبل بعين الحكمة والامل'.
ودعت 'الدولة السورية، لاحترام تاريخ وخصوصية وكرامة مجتمع طائفة الموحدين الدروز الناصع بهويته الإسلامية والعربية ونضالات قياداته، وفي طليعتهم قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش، ولعدم السمّاح للمتطرّفين ممارسة الاعتداء وارتكاب الانتهاكات والأعمال الإجرامية، ومحاسبة الحاقدين الذين يتعرضون للشيوخ والنساء والأطفال والأماكن الدينية، وينتهكون حرمات البيوت والأعراض والمؤسسات، والتعاون المسؤول لإخماد نار الفتن من الجهتين المتصادمتين وعدم تأجيجها'.
وطلبت مشيخة العقل في ختام بيانها 'عدم التعرّض للعمال السوريين المتواجدين في لبنان، والتحلّي بالقيم الاخلاقية والانسانية الحكيمة السائدة'.
إلى ذلك، جدد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اعتباره 'المرحلة المؤلمة جداً التي تمر بها محافظة السويداء، تتطلب اقصى درجات الحكمة والوعي والتبصّر بعواقب الامور، والبناء على مساعي التهدئة والجهود المبذولة بما يؤدي الى وقف اطلاق النار والاقتتال الدائر، حقنا لإراقة المزيد من الدماء، والانتقال الى مرحلة تأسيسية من الحوار السلمي- بعيدة من لغة السلاح، بما يفضي لبسط الأمن وتحقيق الأمان وإحلال الاستقرار المنشود'.
موقف الشيخ أبي المنى جاء عقب اجرائه سلسلة من الاتصالات الرفيعة المستوى والاجتماعات الدينية التشاورية، لمواكبة التطورات والمستجدات الحاصلة، 'من باب تأكيد التضامن الروحي والأخوي والاهلي والاجتماعي مع ابناء جبل العرب، في ظل المحنة القاسية التي يتعرضون لها، وتفرض على الدولة السورية مسؤولية تحقيق مطالب ابناء الوطن الواحد، وضمان حماية ابناء السويداء وحفظ سلامتهم، ورفض جميع الممارسات غير الاخلاقية والمهينة التي تحصل، وايجاد الحلول السلمية الاستيعابية لكل ما جرى'، وفق بيان.
واستقبل في هذا الاطار في دارته في شانيه وفداً من أبناء محافظة السويداء المقيمين في لبنان، في ظل تلك الاتصالات والمتابعات الجارية، في محاولة لتدارك الأمور وعدم انتقال أية فوضى إلى لبنان، حيث يتواجد عدد كبير من أبناء جبل العرب في المناطق اللبنانية.