اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
في الرياضة اللبنانية، يتحدّث البعض عن ميزانيات وصرف ودعم مالي، لكن الحقيقة أن المال ليس المقياس الوحيد ولا الأساس في النجاح.
المشكلة أنّ بعض الإداريين لا يرون في الرياضة إلا وسيلة لتسجيل حضورهم في الإعلام، فيما يغيب عنهم أن الثمن الحقيقي يُدفع مِن جهد اللاعبين وتضحيات بعض المدربين الأكفياء وعرَق حماسة الجماهير.
الرياضة لا تُبنى فقط في الملاعب والإستوديوهات الفارغة من الإنجاز، بل بالعقول الصادقة والنوايا المخلصة. والاتحاد أو النادي الذي يقيس النجاح بالمال وحده، هو في الحقيقة يشتري وهماً ويبيع سراباً، لأن القيمة الكبرى تُقاس بالإلتزام والإنتماء والنتائج الفعلية على أرض الملعب، لا بعدَد الصوَر على الشاشات أو المؤتمرات المزيّفة.
الرياضة ليست سوقاً تجارية يُحدد فيها الربح والخسارة بالعملة الصعبة، بل هي مدرسة قِيَم، فيها يُزرع الإنتماء ويُبنى الوفاء ويُصقل الطموح.
كم من لاعب قضى سنوات شبابه على الملاعب، فقط ليُرفع إسم ناديه أو وطنه؟ وكم من إداري عمل بصمت، بعيداً عن الأضواء، ليُنجز بطولة أو يُنظّم حدَثاً رياضياً ناجحاً؟ هؤلاء لا تُقاس تضحياتهم بوسائل المال، بل بالأثر الذي يتركونه في النفوس.
إن المجتمعات الرياضية التي تفهم هذه المعادلة، تُدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في الإنسان، في أخلاقه وإنضباطه وعزيمته.
أما أولئك الذين لا يرون في الرياضة سوى وسيلة للوجاهة أو لجمع الأموال، فإنهم يختزلون قيمتها ويُفرّغونها من معناها الأسمى.
الأثمان في الرياضة لا تُدفع بالمال وحده، بل تُدفع بالصدق والإلتزام والجهد المتواصل، ومن أراد بناء رياضة حقيقية، عليه أن يُدرك أن كل جهد صادق هو إستثمار يفوق قيمته كل خزائن المال.
والأثمان الحقيقية تُدفع في مكان آخر، في التعب والوقت والصبر، وفي العمل الدؤوب.
أما المال، فليس سوى وسيلة يفقد قيمته إذا لم يُترجم إلى إنجاز وطني يليق بالجماهير واللاعبين. عبدو جدعون