اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
كتب مرسال الترس في موقع 'الجريدة':
أما وقد أعلنت حركة “حماس” موافقتها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول مستقبل قطاع غزة – بعد التهليل والترحيب الذي أبداه العديد من زعماء العالم، وبالتأكيد بينهم حكام عرب – وألبسها عباءة سلام، فإن العديد من المتابعين كانوا يرسمون لهذه الخطة سيناريوهات غاية في السلبية، لأن في طياتها من الوضوح ما يكفي أنها مقترحات اسرائيلية خالصة، أشرف على تخطيطها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن صراحة أنه “يشكر الحركة لأنها وافقت على مقترحات إسرائيلية”، بعدما ردّد مقولته الشهيرة إن “ترامب هو أعظم صديق لإسرائيل”!
وكان “أعظم صديق لإسرائيل” يهدّد إذا لم تَرُد الحركة إيجاباً، فإن جهنم حقيقية ستُفتح على القطاع. وكأن جهنم تلك لم تفتح منذ سنتين بالتمام والكمال، بحيث لم تُبقِ فيه قوات الاحتلال حجراً على حجر، ناهيك عن قرابة السبعين ألف شهيد وتسعة الآف مفقود ونحو مئتي ألف جريح!
هناك في العالم، وتحديداً في الشرق الأوسط، سجال لا ينتهي منذ سنوات بين من يقول أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي ترسم السياسات في “إسرائيل” وتديرها وفق استراتيجياتها، ومن يعاكس ذلك فيؤكد أن تل أبيب هي التي تفرض رغباتها على الإدارات الأميركية وتحديداً بعد اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي (الكاثوليكي الملتزم) في خريف العام 1963.
ومنذ تلك السنة، واللوبي اليهودي المتحكم جيداً بالمال والاعلام يتغلغل في المفاصل الأساسية في الإدارة، ابتداء من وزارة الخارجية التي وصل الى قمتها أكثر من وزير تباهى بانتمائه إلى اليهودية، وصولاً إلى وزارة الدفاع والبنتاغون…
كما بات وصول أي مرشح لرئاسة الجمهورية مرتبط بمدى رضى اللوبي اليهودي، إن من حيث تجيير الأصوات الانتخابية، أو الدعم المالي للحملة الانتخابية للمرشح، والتي يبيحها القانون الإنتخابي الأميركي. ولذلك تفاجأ المتابعون لمسار ملتبس في أكثر من معركة انتخابية، كيف أن الأحصاءات كانت تُعلن تقدم مرشح معين لتأتي النتائج ـ التي يتأخر إعلانها في بعض الولايات من أجل التدقيق فيها ـ فتقلب النتيجة رأساً على عقب… والأمثلة كثيرة، إبتداء من بيل كلينتون وصولاً إلى الرئيس جورج بوش الإبن وما بينهما!
ونتنياهو، الذي قدم اعتذاراً لدولة قطر عبر اتصال هاتفي من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض على إنتهاكه لسيادتها عندما حاول إغتيال قادة “حماس”، كان يردد علناً بأن الطريق إلى إنهاء الحرب وفوراً، هو إذا ألقت “حماس” أسلحتها. وبالإمس قال سنسير في المرحلة الأولى من الخطة. فماذا يخبئ للمراحل الأخرى؟
الواضح أن ما ينتظر قطاع غزة لن يكون أفضل مما آل إليه الوضع في سوريا من تدمير كافة قدراتها العسكرية، على الرغم من حديث قادة النظام الجديد عن عدم وجود نية بالعداء مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. من دون أن ننسى تصريحات وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس، التي أعلن فيها أن أي شخص يبقى داخل مدينة غزة سيُصنَّف مقاتلاً أو “مؤيداً للإرهاب”.