اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
أُقيمت ندوة في الجامعة الأنطونيّة في بعبدا- الحدث، حول رواية 'جُرح النّازفة' (الصادرة حديثًا عن منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء) لأمينة سر جمعيّة 'عدل ورحمة' سحر نبيه حيدر، برعاية وزارة الثّقافة اللّبنانيّة، وبدعوة من 'منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثّقافي' وحيدر.
وأشارت حيدر إلى 'أنّنا نلتقي حول رواية ليست مجرّد حكاية امرأه، بل مرآة لحياة تمضي في الظّلال، تجرُّ وراءها ألف سؤال وسؤال، لكن في جوهرها حكاية أمل الاسم الّذي تجاوز البطلة ليصير موقفًا ورجاء وإمكانيّة حياة، رغم كل ما ليس على ما يرام'.
من جهته، اعتبر رئيس الجامعة الأنطونيّة الأب ميشال السغبيني، أنّ 'الرّواية تأخذنا في رحلة إنسانيّة مؤلمة ومؤثّرة، حيث تتشابك فيها خيوط الألم والأمل، وتكشف في طيّاتها عن قوّة الرّوح الإنسانيّة في مواجهة أصعب الظّروف. فهي ليست مجرّدَ رواية، بل هي صرخةٌ مدوّيةٌ في وجه الظّلم، وقصّةٌ تَروي معاناةَ امرأةٍ تُجسِّد الضّعف والهوان من جهة، وقوّةَ الصّمود من أجل الحياة من جهة أخرى'.
ولفت إلى أنّ 'هذا العمل الأدبي يلامس القلوب والعقول معًا، ويفتح نوافذ المساءلة لا في مفهوم الرّجولة والذّكورة وحسب، بل أيضًا في مفهوم الأبوّة والحبّ والإنسانيّة'، مبيّنًا أنّ 'حيدر لم تكتفِ بسرد الأحداث، بل غاصت في أعماق النّفس البشريّة، وكشفت عن جوانبها المظلمة والمضيئة. كما أنّها نجحت في تقديم الشّخصيّات بواقعيّة وشفافيّة، لا بل بعُريٍ كلّي. أعتقد أن قصّة أمل، بطلةِ الرّواية، هي حكايةُ الكثيرين منّا، ولكن بظروف ومواقف حياتيّة مختلفة؛ إنّ جرحَها يعكس جرحَ الكثيرين منّا سبّبه لنا الآخرون'.
بدوره، ذكر مدير عام وزارة الثّقافة علي الصمد، أنّ 'حيدر تتناول في روايتها 'جرح النّازفة' قضيّةً بل قضايا شائكة تلامس المحظور في المجتمع اللّبناني بل والمجتمع العربي أيضًا. فشخصية 'أمل'، بطلة الرّواية، ليست مجرّد حالة فرديّة منعزلة، بل هي تمثّل نمطًا متكرّرًا لضحايا النّظام الاجتماعي الّذي نعيش بكنفه، والّذي غالبًا ما ينتج عنه ظواهر وسلوكيّات مشوهة'.
وشدّد على أنّ 'المجتمع الذّكوري أو الأبوي القائم على تسلّط وتفرّد الرّجل بالقرار في مختلف المجالات السّياسيّة والاقتصاديّة والأخلاقيّة وفي طريقة معاملته للمرأة، لطالما نتجت عنه انحرافات تعود إلى الإسراف باستغلال السّلطة وفي غياب المحاسبة وغياب الوازع الأخلاقي. وما يزيد من خطورة هذه الظّاهرة، هو وجود بيئات بل مجتمعات فقيرة بفعل الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة وغياب الإنماء والتّنمية المحليّة'.