اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
وصل إلى بيروت المبعوث الرئاسي الفرنسي، الوزير السابق جان إيف لودريان، في زيارة تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية بالغة الدقة، وتعكس استمرار الاهتمام الفرنسي المباشر بالأزمة اللبنانية، في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لدفع السلطة اللبنانية نحو الالتزام بالإصلاحات المطلوبة.
ووفق ما أفادت به صحيفة 'النهار'، سيناقش لودريان مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها، من اتفاق وقف النار مروراً بمصير اليونيفيل ووصولاً إلى الاقتصاد، كما يسود ترقّب لدقة ما ذكر عن زيارة مرتقبة للموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح 'حزب الله' باعتبار أن بيروت لم تكن تبلغت قبل العطلة أي شيء رسمي عن هذه الزيارة المحتملة.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية موثوقة لصحيفة 'الأنباء' أن 'زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان -إيف لودريان للبنان تأخذ طابعاً استطلاعياً، لناحية التأكد من دخول الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة من لبنان حيز التنفيذ، تحضيراً لمؤتمر إعادة الإعمار الذي تعدّ له باريس قبل نهاية السنة.'
من جانبها، أوضحت صحيفة 'نداء الوطن' أن جدول أعمال لودريان سيشمل اجتماعات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، حيث من المقرر أن يلتقي ظهراً رئيسي الحكومة نواف سلام ومجلس النواب نبيه بري، ومساءً رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في سلسلة محادثات تضع على الطاولة كل الملفات الأساسية، من مصير قوات 'اليونيفيل'، مروراً بسلاح 'حزب الله'، ووصولاً إلى الاستحقاقات الاقتصادية والمالية.
الحراك الأميركي… إشارات وتكهنات
بالتوازي مع الحضور الفرنسي، تتوالى التقارير عن حراك أميركي وشيك تجاه لبنان. فقد أفادت صحيفة 'الديار' أن مسؤول الملف السوري في الإدارة الأميركية، توماس براك، لن يزور بيروت قبل نهاية حزيران أو مطلع الشهر المقبل، مشيرة إلى أن زيارته، التي يُنتظر أن تشمل ملفات تتصل مباشرة بلبنان، ما زالت قيد التحضير ولم يُحدد موعدها النهائي بعد.
وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة 'اللواء' أن توماس برّاك، وهو من أصل لبناني (من عائلة برّاك)، لم يُعرف بعد إن كان سيزور بيروت، خاصة بعد الاستغناء عن خدمات الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس. وتشير الصحيفة إلى وجود تسريبات محلية تفيد بأن برّاك يحمل رسالة شديدة اللهجة حول ضرورة البت في موضوع سلاح 'حزب الله'، إلا أن 'اللواء' نقلت عن مصادرها نفي أي معلومات رسمية عن هذه الرسالة، مؤكدة أن المسؤولين اللبنانيين لم يتلقوا أي إشارات مباشرة حول ذلك، وأن الحديث عن رسالة أميركية مشددة لا يزال محصوراً في نطاق الإعلام.
ويبقى أن تتعامل السلطة اللبنانية بجدية مع هذا الزخم الدبلوماسي، إذ إن الرسائل التي تصل سواء بشكل رسمي أو عبر التسريبات، تؤكد أنّ المجتمع الدولي لم يعد مستعداً للتساهل أو الانتظار، وأن كل دعم في المستقبل سيبقى مشروطاً بقرارات سياسية واضحة، تبدأ بحصر السلاح بيد الدولة ولا تنتهي بإصلاح النظام المالي والاقتصادي من جذوره.