اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٥ أب ٢٠٢٥
قد يقول قائل ان عيد ميلاد السيد المسيح برمزيته وتقاليده الذي هو عيد فرح وتلاق ومحبة بين الناس الاجمل بين الاعياد المسيحية اذ فيه تتجسد ذكرى ولادة من بذل نفسه من اجل خلاصنا وفيه ايضاً العديد من التقاليد المتوارثة الجميلة بمزيتها وروحانيتها.
اما في مدينة زغرتا فان عيد الميلاد ليس وحده مصدر ايمان وفرح وتقاليد متوارثة اذ ان عيد انتقال السيدة العذراء قد يوازيه استعداداً وموروثات شعبية تضفي فرحاً على القلوب وتحول كنيسة سيدة زغرتا الاثرية وسط المدينة الى واحة استقطاب للاهالي المقيمين والمنتشرين الذين يحرصون ان تكون عودتهم الى بلدان الانتشار بعد هذا العيد، وللوافدين من كل المناطق المجاورة للاحتفال بهذا العيد الذي تعد له زغرتا العدة منذ انطلاقة شهر آب.
يأتي عيد السيدة في ١٥ آب من كل سنة في زغرتا كما يأتي ضيفاً عزيزاً الى دارك حاملاً معه كل الشوق والحب وانت تقوم بتكريمه على افضل وجه، فالاهالي يتحضرون من خلال تساعية السيدة التي تتخللها الصلوات والقداديس اليومية والتراتيل والاناشيد الدينية بالاضافة الى عملية تنظيف للكنيسة من رأسها حتى ساحتها الممتدة دائرياً وصولاً الى احضار صهاريج المياه للتراشق في تقليد لا يحصل الا في هذا العيد وفي زغرتا تحديداً، ناهيك عن تقليد اخر كان يفعله الأجداد ويستمر الاهالي بفعله جيلاً بعد جيل وهو الانتقال من اهدن الى زغرتا سيراً على الاقدام تكريماً لشفيعتهم وامهم وحامية ارضهم واولادهم ومنازلهم من دون نسيان شراب 'اليااسما' الخاص بهذا العيد وحده وفي زغرتا فقط، ناهيك عن هريسة العيد التي يتقدم بمكوناتها عدد من الاهالي لتوزع مجاناً على الزائرين.
عيد السيدة في زغرتا ليس يومًا عادياً… إنه موعد مع الفرح المترافق مع الايمان والتأكيد بان هذا العيد سيستمر حياً في ذاكرة الأجيال.
الصورة بعدسة انطوان فنيانوس