اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
بقي لبنان بين مشهدين، الأول تداعيات «موقعة الروشة» التي ستكون حاضرة على طاولة مجلس الوزراء، والثاني تقرير الجيش اللبناني لما أنجزه على مدى شهر منذ إقرار الحكومة خطته لحصر السلاح في يد الدولة، وما قام به في جنوب نهر الليطاني أو حتى في شماله، مع اعتماد الجيش على منطق «احتواء» سلاح حزب الله، أي عدم السماح بنقله وإقامة حواجز لعدم إدخال أي أسلحة جديدة تتيح للحزب إعادة بناء قدراته العسكرية.
أما قضية الروشة فلا تزال تداعياتها قائمة، خصوصاً مع إصرار رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على سحب رخصة جمعية «رسالات»، وسط محاولات لتلافي هذا الخيار من الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب التواصل مع رئيس الجمهورية جوزيف عون لتلافي حصول انقسام جديد، لا سيما أنه في حال بقي الإصرار على سحب رخصة الجمعية فمن الممكن لوزراء الثنائي الشيعي أن ينسحبوا من الجلسة، وهو ما يطرح تحديات جديدة أمام الثنائي الشيعي الذي يعتبر أن معظم جلسات الحكومة فيها بنود تمثل نوعاً من التحدي لهما ما قد يدفعهما إلى التفكير في تعليق مشاركتهما بالحكومة أو حتى التفكير بالانسحاب منها.
أمام هذه التطورات، تبقى الأنظار اللبنانية مشدودة على ما سينتج عن خطة ترامب لوقف الحرب على غزة، وكيفية انعكاسها على لبنان، وهو ما يمكن أن يتحدد بناء على تقرير الجيش وما تم إنجازه، في هذا السياق يضج لبنان بأجواء متناقضة، بعضها يذهب إلى حدود التهويل في احتمال التصعيد العسكري الإسرائيلي أو تكثيف الضربات، وبعضها الآخر يشير إلى أن اسرائيل لن تدخل في حرب جديدة خصوصاً أن ترامب لا يريد توسيع الحروب أو تجديدها، وأن الموقف الأميركي تجاه لبنان سيوازن بين مساري الضغوط السياسية وتفهم الواقع اللبناني لمنع حصول انفجار يستدعي من الحزب المزيد من الاستنفار في الداخل ما يؤدي إلى شلل حكومي وسياسي ما بعد الشلل النيابي.
في سياق آخر، برز موقف حزب الله الذي يرحب بما قررته «حماس»، بعدما كان أمين عام الحزب نعيم قاسم قد انتقد الخطة واعتبرها تلبي المصالح الإسرائيلية والأميركية.
موقف حزب الله الجديد والمرحب جاء بنتيجة اتصالات حصلت بين الجانبين وشاركت فيها إيران أيضاً، وبحسب المعلومات فإن الحزب أبلغ حماس أن ما قصده قاسم كان تحذير الحركة من التعرض لخديعة من إسرائيل والولايات المتحدة، واستئناف الحرب بعد تسليم الأسرى، ويعتبر الحزب أن الأهداف الإسرائيلية والأميركية من المعركة لم تتحقق بعد، فيما يبقى تكرار نموذج لبنان في غزة احتمالاً قائماً من خلال إصرار الإسرائيليين على احتلال نقاط ومواقع أساسية بالإضافة إلى الاحتفاظ لأنفسهم بتوجيه ضربات متى ما أرادوا.