اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
كتبت كارول سلوم في 'اللواء'
على الرغم من أن جلستي مجلس النواب امس لم تضعا الحكومة في «مضبطة الإتهام» بالمعنى المتعارف عليه، الا انهما أظهرتا بعضا من تقصير السلطة التنفيذية في الملفات التي تعهدت بها عند تشكيلها. وفي الإجمال، أعاد المشهد النيابي الى الأذهان الصورة النمطية لجلسات الثقة بالحكومة : اعتراضات وعراضات ومن ثم ثقة. اما ما يجدر التوقف عنده فهو ان هاتين الجلستين اظهرتا ان هذه الحكومة لم تنج من الملاحظات وهي الحكومة التي نالت ثقة الرأي العام قبل ثقة النواب، فماذا بعد ؟ هل يمهد هذا المشهد لإعادة تقييم ذاتي للحكومة؟ ام ان الوقائع على الارض ستعود لتنصفها؟
بدا رئيس الحكومة نواف سلام مصمما على تنفيذ مجموعة خطوات دون حسم خطوات اخرى، وقدم سردا عما تحقق دون تحديد مهل زمنية لما يراد إنجازه.
وتعتبر مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان هاتين الجلستين جاءتا لحفظ ماء الوجه، فمن جهة قام المجلس النيابي بدوره الرقابي، ومن جهة ثانية استجابت الحكومة لمطلب رئاسة المجلس، وفي النتيجة حازت الحكومة على ثقة النواب ومن بينهم نواب القوات، وتشير الى ان الحكومة ستنصرف في بداية العام الجديد نحو التحضير للإنتخابات النيابية، وبالتالي لديها بعض الوقت لوضع النقاط التي أوردتها في البيان الوزاري موضع التنفيذ، فاذا حققت القسم الأبرز منها يعني انها نجحت مع مرتبة الشرف، مشيرة الى ان المطب الأساسي أمامها هو موضوع السلاح وكيفية الاستجابة للمطلب الأميركي بشأن تسليم السلاح، اذ ان هذا الموضوع عاجلا ام اجلا سيحضر للنقاش ووفق آلية محددة وكل ذلك سيكون بشكل منظم وواضح.
وتفيد المصادر ان مناقشة الحكومة بسياستها العامة في مجلس النواب قد تتكرر لاسيما ان بعض النواب لم يستشف تغييرا،وهناك من منح فترة سماح.وتؤكد ان التطورات المتسارعة أضحت تفرض نفسها على جدول اعمال الحكومة لاسيما في ظل معلومات يتم تداولها عن احداث أمنية متفرقة مع العلم ان الأجهزة الأمنية تقوم بمهامها، لافتة الى انه لم تسرب معلومات محددة في هذا المجال انما يتم نقل احاديث في الوقت الذي يجري التأكيد فيه داخل الحكومة على عدم نقل اخبار من شأنها ان تؤثر على الموسم السياحي، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اكد وقوفه الى جانب الحكومة وهي رسالة اراد توجيهها الى المعترضين ولإظهار دعمه لها.
وفي مقلب آخر، تقول اوساط وزارية لـ«اللواء» ان الرئيس عون كان محقا في الحديث عما انجزته الحكومة في غضون اشهر قليلة وكان لافتا اشارته الى عدم البقاء في تقوقع، وتوضح ان ما انجز من تعيينات واصلاحات وحتى بعض الإجراءات على وجه السرعة فاق اي انجاز اخر،حتى ان الأصداء الدولية والعربية اشارت الى هذه النقطة بالذات، اما بالنسبة الى ملف السلاح ، فعندما يحين وقت طرحه سيطرح وفق خطة وآلية وليس صحيحا انه سيغيب عن مجلس الوزراء بشكل كلي، لافتة الى ان امام الحكومة اكثر من ورشة،ولا بد من منحها بعض الوقت، وملاحظة ان الحكومة مثابرة بدليل إنجازها تعيينات عصت عن الحكومات المتعاقبة بفعل المحاصصة.
لا تزال الحكومة الحالية تحت المجهر وهي في الوقت نفسه ليست في وارد المماطلة أو التسويف في تطبيق ابرز بنود البيان الوزاري وتحت عنوان: «كل شيء في وقته».
