شيعة لبنان... "أمة قلقة" على إيران وذاتها

باحثون: إذا استمر نفوذ طهران عبر المال والسلطة والسيطرة فلن يشكل غياب الولي الفقيه أي تأثير

لا تمر مجريات الحرب الإسرائيلية - الإيرانية عند معظم اللبنانيين مرور الكرام، وبخاصة أن لبنان لم يخرج بعد من حرب إسرائيلية شنتها على 'حزب الله' الذي تعتبره أطراف لبنانية الذراع العسكرية لإيران في لبنان، وهي في المقابل تدعمه وترعاه مادياً ومعنوياً وبالتدريب العسكري والسلاح، وصولاً إلى العلاقات الروحية والدينية التي تربط شيعة إيران بشيعة لبنان، ليس منذ تاريخ نشوء 'الحزب' المعلن عام 1982، بل قبلها بعقود، وتجلت بحضور السيد موسى الصدر الإيراني المولد والمرجعية إلى لبنان في أواخر الخمسينيات، وإنشائه لاحقاً أكبر حركة شيعية سياسية في لبنان تحت اسم 'حركة المحرومين' التي صارت لاحقاً 'حركة أمل'.

كان من الطبيعي أن يتأثر شيعة لبنان، لا سيما في جنوبه، بما يجري بين إيران وإسرائيل، فهي (إيران) باعتباراتهم دعمتهم في الدفاع عن أنفسهم بمواجهة إسرائيل على مدى نحو نصف قرن، بعد حروب عدة شنتها تل أبيب عليهم وعلى لبنان والمنظمات الفلسطينية التي كانت تنتشر فيه وفي جنوبه تحديداً. يضاف إلى ذلك فتح إيران أبواب الجامعات أمام أعداد كبيرة من الطلاب الشيعة من خلال منح تعليمية، وما زال عدد كبير منهم هناك على رغم الحرب، بينما استطاع بعضهم العودة إلى لبنان بعد لجوئهم إلى الأراضي العراقية وانتقالهم إلى لبنان عبر المطار.

قلق على إيران

ثمة حماسة شيعية لبنانية ومثلها فلسطينية تجاه قيام إيران بقصف أهداف داخل إسرائيل التي لم تتوقف منذ نحو سنة وتسعة أشهر عن تدمير غزة ومن ثم تدمير قرى شيعية بأكملها عند الحافة الأمامية من الحدود الجنوبية، يضاف إلى ذلك ما حصل من تدمير في مختلف المناطق اللبنانية وضاحية بيروت الجنوبية. يكفي أن يكون الجمهور الشيعي المناصر لـ'حزب الله' والمقلد بأكثريته للمرجعية الدينية الأعلى في إيران، التي تعرف بـ'ولاية الفقيه'، من أكثر القلقين على إيران وما يحصل فيها ويطاولها من قصف واستهداف لمنشآتها النووية واغتيال علمائها ومرجعياتها العسكرية والأمنية والسياسية، ناهيك بأنها الداعم الأول للحزب وجمهوره، وتغذيه بالأموال والسلاح والتعليم.

يتبع شيعة لبنان أكثر من مرجعية دينية شيعية عليا مجتهدة في عاصمة المرجعية في النجف بالعراق من خلال السيد علي السيستاني الإيراني الجذور ولقبه 'آية الله العظمي'، بينما يوالي معظم جمهور 'حزب الله' وعناصره وقادته المرجعية الأعلى في إيران المتمثلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي 'الولي الفقيه' الحالي، ويقلد آخرون من كبار السن مرجعيات متفرقة وصلت في ثقافتها الدينية إلى حدود الاجتهاد، وكان منهم في لبنان الراحل محمد حسين فضل الله. وهم، أي معظم شيعة لبنان، ينظرون بعين القلق تجاه التهديدات الإسرائيلية الملوحة باغتيال المرجعية الإيرانية العليا علي خامنئي، لكن ما تأثير ذلك في شيعة لبنان لو حصل هذا الأمر؟

لن تنهار النظم الدينية

تقول الباحثة في العلوم الإسلامية والسياسية الإيرانية دلال عباس، حول التهديدات التي تطاول خامنئي من قبل إسرائيل ومن الأميركيين، هم يعلمون تماماً أن غياب الولي الفقيه في نظام الدولة لن يؤدي إلى انهيارها كون هذا المنصب لا يعود لإمام معصوم مثلاً سيتسبب غيابه بفراغ كبير ربما لا يعوض، بقدر ما هو لقائد يحتمل أن يموت في أية لحظة، وثمة إجراءات عدة يمكن اتخاذها قبل تعيين ولي فقيه آخر وثان وثالث'. وتضيف 'إن القائد في نظام الجمهورية الإيرانية هو رأس السلطة، وأعلى منصب رسمي في البلاد، لذا فهو يحظى بصلاحيات مهمة. لكن هذا لا يعني أن سلطته مطلقة وصلاحياته لا حد لها، وأن ولاية القائد لا حدود زمنية لها، أو أنها لا نهائية، فبقاء القائد واستمراره في منصبه منوط بتحليه واحتفاظه بصفات القيادة وشروطها، أما إذا فقد أحد هذه الشروط، فإن مجلس المختصين يبادر إلى تنحيته، وتعيين آخر مكانه كما تنص المادة 111 من الدستور'.

وعن تأثير ولاية الفقيه على شيعة لبنان، فهي برأي عباس 'لا تشملهم جميعاً، ربما يؤمنون بدورها كمرجعية لإفتاء ديني وحكم سياسي مباشرين، وثمة قسم كبير من شيعة لبنان يقلدون عدداً من المراجع الدينية، وليس بالضرورة أن يكون المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو ثاني من تقلد منصب ولاية الفقيه بعد رحيل مؤسسه وقائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني، فبوجود هذه المرجعية أو عدمها لن تنهار النظم الدينية لدى شيعة لبنان بقدر فقدانهم حليفاً دينياً وسياسياً كبيراً قدم منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران كثيراً من الدعم المعنوي والمادي والعلمي، إذ ثمة نحو 7 آلاف طالب لبناني شيعي يتعلمون في جامعات إيران في اختصاصات مختلفة، ناهيك بما تلقوه من دعم لوجيستي في موضوع مقاومتهم العدو الإسرائيلي'.

تأثير متبادل

وحول العلاقات بين إيران وجبل عامل في جنوب لبنان، تقول الباحثة 'حين نتكلم على العلاقات بين إيران وجبل عامل، فإننا لا نعني تلك العلاقات الطبيعية التي توثقت بعد الفتح الإسلامي بين إيران والمناطق العربية عامة وبلاد الشام - وجبل عامل جزء منها - بخاصة، بل نقصد تلك العلاقات الدينية والثقافية والسياسية التي أدت إلى تأثر وتأثير متبادلين على الصعد كافة. في المرحلة الأولى، كان التأثير من جبل عامل باتجاه إيران في زمن الصفويين، وقبيل عهدهم بقليل. في المرحلة الثانية كان التأثير من إيران باتجاه جبل عامل قبيل الثورة الإسلامية الإيرانية وبعد نجاحها'.

وتوضح عباس أن 'علماء شيعة لبنان أسهموا في المرحلة التأسيسية للدولة الصفوية في إيران، وفي البناء الفكري لهذه الدولة التي أعلنت التشيع مذهباً رسمياً لها وكادت تتجه إلى الغلو فيه، لو لم يلجم العلماء العاملون اندفاع الساسة الصفويين، ويصححوا المسار الفكري للدولة بحماية المذهب الاثني عشري من تحريفات غلاة الصوفية، ويمتد تأثيرهم من الدين إلى السياسة والثقافة. في المرحلة الثانية، قام العلماء الإيرانيون قبيل نجاح الثورة الإسلامية وبعدها بدور مهم في تحريك الجمود المخيم على الأفكار في جبل عامل. هذا الدور بدأ منذ ستينيات القرن الـ20، ووصل إلى أوجه بعد انتصار الثورة الإيرانية، وقد امتد هذا التأثير من الدين إلى السياسة والثقافة أيضاً'.

في السياسة ترى عباس أن 'نظرية النيابة العامة للفقهاء التي طورها علي بن عبدالعال الكركي العاملي، وطبقها عملياً في المرحلة الأولى، ظلت تتفاعل سلباً وإيجاباً طوال القرون التالية، وتتطور ببطء إلى أن وصلت على يد الإمام الخميني إلى نظرية ولاية الفقيه التي على أساسها قامت الثورة الإيرانية، ونجاحها كان الدافع والمحفز لنهوض المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان. ومن نافل القول إن هذه المقاومة التي استمدت الدعم الفكري والسياسي من الثورة الإسلامية الإيرانية كانت نقطة الضوء الوحيدة في هذه العتمة التي تخيم على الأقطار العربية والإسلامية'.

أنساب وعلاقات قربى

تعيد عباس 'العلاقات الوثيقة بين شيعة لبنان، ومنهم تحديداً شيعة جبل عامل (الجنوب)، وإيران إلى عقود طويلة توطدت بالتزاوج والمصاهرة بين العائلات العاملية والعائلات الإيرانية، أو بالأحرى بين عائلات العلماء في لبنان والعراق وإيران، نتج منه تداخل في الأنساب وعلاقات قربى، وجعل هذه العائلات تنتمي إلى الفكر الإنساني عامة، وألا تتقوقع في الحدود الجغرافية، وجعل ثقافتها الدينية والأدبية أكثر غنى وتنوعاً وشمولاً، تضرب في عمق الثقافتين العربية والفارسية فتغتني من الثقافتين وتغنيهما في الوقت عينه. ولا تزال نتائج هذا التأثير تتفاعل إيجاباً حتى الآن على الصعد كافة، السياسية والثقافية والفكرية، ونشير هنا إلى دور السيد موسى الصدر (الإيراني الأصل)، ثم إلى دور الإمام الخميني والثورة الإسلامية في تشكيل النهضة الإسلامية في العالم عامة، وفي لبنان وجبل عامل بخاصة'. وتضيف 'إن أهم ما ميز عمل السيد موسى الصدر في مدينة صور الجنوبية وفي لبنان، هو توسيعه نطاق الدعوة والعمل الديني بالمحاضرات والندوات والاهتمام بشؤون المجتمع، منشئاً علاقات وثيقة بمختلف فئات الشعب اللبناني وطوائفه، منطلقاً من أن وظيفة الدين هي الاستقامة الأخلاقية، وأن هدف الأديان واحد، وداعياً إلى نبذ المشاعر العنصرية، وإلى تفاعل الحضارات الإنسانية، وإلى مكافحة الآفات الاجتماعية والفساد والإلحاد'.

وتنقل الباحثة عن 'الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي أشار في مذكراته بعد سفره إلى خارج إيران عام 1974، عن لقائه السيد موسى الصدر في لبنان، فأشاد بالمؤسسات التي أنشأها الأخير، وتكلم على علاقاته بالطلبة والمقاومين الإيرانيين الموجودين في لبنان، وعلى مواقفه المعتدلة ودوره المهم شيعياً ووطنياً، ودعمه الشباب الإيرانيين الثوريين الموجودين في لبنان. هؤلاء الشباب الذين تلقوا التدريبات العسكرية في صفوف المقاومين الفلسطينيين، وكانت لهم أدوار فاعلة في ما بعد في صفوف الثورة الإسلامية، ومثالهم الأبرز مصطفى شمران الذي تولى لاحقاً رئاسة مجلس الدفاع الأعلى في الجمهورية الإسلامية، إلى أن قتل في حادثة مأسوية إثر تحطم طائرته على الجبهة العراقية عام 1981'.

آلية إدارة الحكم

أما عن تأييد الشيعة اللبنانيين الثورة الإيرانية فتعتبره عباس 'أمراً طبيعياً ومتوقعاً، فهذه الثورة اتخذت منذ اللحظة الأولى لانطلاقها بعدين أساسيين: بعداً داخلياً اجتماعياً يتصدى للظلم الاجتماعي والسياسي للنظام البهلوي، وآخر خارجياً يتمثل في التأكيد العقيدي والشرعي المستمر على وجوب تحرير القدس وإزالة العدوان الصهيوني، وهذان البعدان طرحتهما الثورة من دون أن تفكك بينهما كوجهين لعملة واحدة. ومن المعروف أن أهل الجنوب كانوا على اتصال مباشر مع هذين البعدين، وكانوا في خضمهما معاً، فمن جهة كانوا على تماس مباشر مع القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي، يدفعون ثمنه من حياتهم وحياة أبنائهم، ومن عرقهم وكدهم وكرامتهم ودمهم وأمنهم واستقرارهم. ومن جهة أخرى كانوا في خضم المعركة الاجتماعية - السياسية مع النظام اللبناني'.

ونسأل عباس عن آلية إدارة الحكم في إيران في حال غياب المرشد الأعلى، فتجيب 'إن مجلس المختصين مكلف القيام بأسرع وقت بتعيين القائد الجديد وإعلان ذلك، وحتى يتم إعلان القائد فإن مجلس شورى مؤلفاً من رئيس الجمهورية، ورئيس السلطة القضائية، وأحد فقهاء مجلس صيانة الدستور- ينتخبه مجمع تشخيص مصلحة النظام - يتحمل جميع مسؤوليات القيادة بصورة موقتة، وإذا لم يتمكن أحد هؤلاء من القيام بواجباته في هذه الفترة (لأي سبب كان) يعين شخص آخر في الشورى من قبل مجمع تشخيص مصلحة النظام، مع التركيز على بقاء أكثرية الفقهاء'. وتضيف 'إن استشراف الدستور المقر عام 1989 لضرورة تأسيس مجلس القيادة الموقت، فرضته الأهمية المصيرية لمسألة القيادة في النظام السياسي لإيران، لأن أي فراغ أو شلل يتعرض له هذا الموقع يستتبع حكماً شللاً في الأجهزة الحكومية كافة، من هنا جاء القرار المسبق في الدستور تفادياً لأي فراغ يمكن أن يحدث بسبب وفاة القائد أو عزله أو تنحيته أو غيابه الموقت بتشكيل المجلس القيادي الموقت ليقوم مقامه. ومن المؤكد أن من واجب مجلس المختصين في حال شغور منصب القائد، بسبب الوفاة أو العزل أو الاستقالة، أن يعين بناءً على الدستور قائداً جديداً، لكن مجلس القيادة الموقت له أولاً صفة موقتة، لذلك لا يمكنه أن يحل محل القائد مدة طويلة، وثانياً هو بحسب المادة 111 من الدستور غير مخول لأن ينجز مهام القائد كلها، وهو يحتاج إلى إنجاز بعض هذه المهام إلى موافقة ثلاثة أرباع أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام'.

لبنان بين مرجعيات

يقول الإعلامي المعارض لسياسة 'حزب الله' علي الأمين 'لا يمكن فصل الولي الفقيه عن المنظومة الإيرانية والدولة، لذلك لا أرى تأثيراً كبيراً على شيعة لبنان لو لم تعد مرجعيته موجودة، لأن جزءاً كبيراً من العلاقة هو بالفقيه'. موضحاً 'تاريخياً كان لبنان يتبع مرجعية النجف التي هي مخالفة لولاية الفقيه من جهة الولاية العامة والولاية الخاصة، إذ هي ليست ولاية مطلقة بل تتخصص بالقضايا الدينية، لذلك فإن الارتباط بولاية الفقيه في إيران يعتبر موضوعاً أيديولوجياً وليس عقدياً، والعنصر الأساس الذي يحكم هذه العلاقة هو وجود ما لا يقل عن 70 إلى 80 ألف راتب يتلقاها مناصرو الحزب، وطبعاً رجال الدين، من إيران مباشرة، فالعنصر المادي في هذه العلاقة هو عنصر أساس وجوهري، ولكنه ليس وحيداً، وإذا افترضنا مثلاً أن المرجع اغتيل، وأن شخصية أخرى تسلمت مكانه حتى لو كانت أقل من خامنئي، واستمر النفوذ الإيراني من خلال المال والسلطة والسيطرة، هنا لن يشكل اغتياله أي تأثير'. ويضيف 'أنا أربط مسألة الخلافة والولي الفقيه بالمنظومة الإيرانية المتكاملة بجميع أبعادها، وبالنفوذ والعسكر والمال وغيرها من العناصر، فإذا وجدنا أن اغتيال المرشد كان له تأثير في هذه المعادلة حتى داخل إيران فحكماً ستتأثر لبنان، وإذا لم يكن لها تأثير في إيران، بمعنى أن تبقى إيران كما هي، فلن تتبدل الأمور في لبنان لجهة الموالين أو المقلدين أو التابعين لولاية الفقيه. الموضوع مرتبط بجملة من العناصر، قومية وعسكرية وأمنية ومالية ونظام مصالح ضخم وليس بسيطاً'.

تأثير إيراني لاحق

وحول دور خامنئي المرجعي يشير الأمين إلى أن 'المرشد الأعلى أتى إلى هذا المنصب المرجعية من دون شروط أن يكون مرجعاً، كثر يشككون بأنه ليس مجتهداً، قيلت في وقت تعيينه وأدت إلى إشكالات، إذ فوض بالقوة وبالسلطة، بمعنى أنه يلاحظ عند الشيعة ألا مرجع يأتي ويكون تحت الـ60 سنة من عمره، خامنئي صار مرجعاً وهو بعمر الـ50، وكان رئيساً للجمهورية، منشغلاً بالإدارة والسياسة. وتاريخياً فإن المرجعية عند الشيعة تأتي ضمن تدرج حوزوي وإطار نظام فقهي اجتماعي حوزوي، ليس أن يكون رئيس جمهورية وفي موقع إدارة وسلطة ثم يغدو أعلى مرجعية دينية في إيران. هو لم تكن لديه الكفاءة التي تقر بها المراجع المعنية، لكن حصل أن أصبح مرجعاً للسلطة'.

ويتابع الإعلامي 'على رغم أن السيد موسى الصدر أتى من إيران بدعم ما أيام الشاه بعد عام 1958، وحتى عندما أسس حركة ’المحرومين‘ ثم حركة ’أمل‘، أسسها على نسق الأحزاب اللبنانية مثل الكتائب والأحرار وغيرهما، وكانت تعبيراً متأخراً عن نظام الأحزاب اللبنانية بما تمثله من (صور) أقرب إلى الطائفية أكثر منها كتأثير إيراني خاص، وكانت هناك حاجة إلى تظهير تنظيم شيعي أسوة بالتنظيمات الأخرى والطوائف، إذ لم يكن عند الشيعة تنظيم طائفي'.

ويؤكد الأمين أن التأثير الإيراني في لبنان 'أتى لاحقاً مع الثورة الإيرانية، وكان هناك فصلان من العلاقة، فصل الخميني وفصل خامنئي، أي بمرحلتين متصلتين، لكن لكل واحدة منهما ميزات خاصة. كانت هناك سمة إسلامية في فترة الخميني، وكان ثمة انتقاد إيراني لحركة ’أمل‘ كونها حركة طائفية وتحكي بالشيعية، وهم كانوا يعتبرون أنفسهم مع الوحدة الإسلامية والهوية الإسلامية، وكان هناك تعاطف سني كبير مع الثورة الإيرانية، كما كان خطابها توحيدياً ومؤثراً في الدول العربية والإسلامية، مصر والمغرب والخليج العربي، لكن فترة خامنئي هي الفترة الشيعية في العلاقات اللبنانية – الإيرانية، إذ برزت الهوية الشيعية أكثر، وعاد الحديث عن الإمام المهدي والأئمة والاحتفالات الدينية ذات الطابع المذهبي، وبرزت التفاصيل الشيعية أكثر بكثير'.